31 أكتوبر 2025
تسجيليحكى أن أحد الملاحدة زار مجلس أحد العلماء من المسلمين المهاجرين في يوم انعقاد درسه الأسبوعي، وكان هدفه من الزيارة إثارة الشبهات حول كتاب الله عز وجل وإحراجه في مجلسه وأمام طلابه، فلما أخذ مكانه وانتهت طقوس الضيافة، وقد امتلأ المجلس بالضيوف من طلبة العلم، انتهز الملحد الفرصة وسأله قائلًا: ألستم تَدَّعُونَ أن كتابكم لم يترك شيئًا إلا وذكره؟ قال العالم نعم وتلا عليه الآية: «مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ»، قال الملحد حسنًا، أليست عاصمة بلدي من أشهر عواصم الدنيا؟ قال العالم نعم هي كذلك، فقال الملحد: وأين ذكرت في كتابكم المقدس؟، فضج المجلس بأصوات الحضور مستنكرين جُرأته على كتاب الله، فرفع الشيخ يده أن اهدأوا، ثم نادى صبيًا في المجلس، وكان من أحفاده، فلما دنا منه قال يا بني أين ذكرت تلك المدينة في كتاب الله، فقال الصبي قال تعالى في سورة الأعراف الآية 145: « سأُريكم دار الفاسقين «. يقول أحد الزعماء الغربيين إن الأمة، ويقصد مواطنيه، تقف مع حرية التعبير ضد ما عبر عنه «بالظلامية» ويقصد بهذا التعبير كل من يعترض على الإساءة لدين الإسلام ورموزه، بمعنى أن المسلمين جميعًا ظلاميون لأنهم يرفضون ذلك، وهذا فيه تحدٍ واستفزاز للمسلمين، بالأمس القريب يساء لنبينا واليوم يحرق كتابنا المقدس في الوقت الذي لا يقبلون فيه المساس بمعتقدات المنحرفين عن الفطرة البشرية وعباد الأوثان، وفي ذلك أقول: حُريَةُ الرأي تَجْثو عند مَعْبَدِكُمْ وتَحْتَفِي كُلَ عِلجٍ حَامِلَ الحَطَبِ كُلُ الدياناتِ مِنْ زُورٍ ومِنْ وثنٍ لا تَقْبَـلُونَ عَليها النَّقْدَ مـِنْ أَدَبِ وكُلُهُمْ في نِظَامْ الغَرْبِ مُحتـرمٌ إلا الذي عند رب الكون مُنْتَجَبِ يا أطهر الخلق ما للناس مُعْتَصِمٌ يَذُودُ عَنْكَ ومـا للحقِ مغْتَضِبِ فما هو موقف المسلمين من حادثة حرق القرآن الكريم في السويد؟، طرح هذا السؤال على مجموعة من الشباب المسلمين، فكانت الردود متباينة، قال أحدهم: « إن رسولنا الكريم لم يأمر أمته أن ترد على الإساءة بالعنف، بل إن هذا الفعل يسيئ لسمعة الإسلام»، وقال آخر « قد يفقد المرء عقله اذا شُتم أبوه أو طعن في شرف أمه فتكون ردة فعله عنيفة وغير متوقعة، فكيف اذا ما تعرض أحدٌ لمقدساته؟، واردف قائلًا: لماذا لا يعتبر من يحرق المصحف الكريم متهورا ومجازفًا؟، نحن كمسلمين نستنكر العنف ونرفضه، لكننا في المقابل لا يمكن أن نقيس ردة الفعل بمقاييس العقل لأن المعتدي قد يسلب عقل المعتدى عليه بفعله، وعليه أن يتحمل العواقب، نحن نحترم كل الأديان وعليهم أن يحترموا ديننا»، وقال ثالث: « أعتقد بأن هؤلاء القوم لا يفقهون إلا لغة المال، وعلينا أن نقاطع بضائعهم» من الطبيعي في أي مجتمع أن تكون الآراء متباينة تجاه نفس القضية، لكن على الغرب إن أراد تغليب صوت العقل لا العنف، أن يكون عاقلًا في طرحه أيضًا، الحوادث المؤسفة وردات الفعل العنيفة لأي إنسان تنتهك مقدساته، يتحمل وزرها دعاة ازدراء الأديان بحجة حرية التعبير، وعلى بعض دول الغرب أن تعيد حساباتها لتوقف قطار العنف، كمسلمين لسنا ضد «حرية التعبير»، بل إن نبينا الكريم لم يكمم الأفواه كما تفعل بعض الأنظمة المعاصرة، وقد نهانا ديننا أن نعتدي على مقدسات الآخرين تقديرًا لمشاعرهم، فهل منكم رجل رشيد؟