10 سبتمبر 2025

تسجيل

رحم الله نائل الجزائري

05 يوليو 2023

( فرنسا تحترق ) ربما يكون هذا الترند هو ما يتسيد (تويتر) اليوم بعد حادثة مقتل المراهق الفرنسي ( من أصول حزائرية عربية ) نائل مرزوق على يد ضابط مرور فرنسي اختار أن يردي الفتى برصاصة قاتلة عوضا عن اختيار طريقة أخرى لإيقافه بعد أنباء ترددت أن (نائل) قد انتابته حالة فزع من أفراد الشرطة أثناء توقيفهم له في الطريق نظرا لسنه الصغير الذي لم يتجاوز 17 سنة فما كان من رجل الأمن سوى توجيه سلاحه له وقتله بصورة وحشية أشعلت المظاهرات الدامية التي نراها اليوم في فرنسا جراء هذه الجريمة النكراء التي جعلت العالم العربي لا سيما من أبناء الجزائر الذين يعيشون في فرنسا أو في البلد الأم الجزائر يثورون غضبا ويرونها استهدافا لأصول نائل العربية وليس مجرد حادث عشوائي كان يمكن أن يحدث لأي فرنسي لا تمت أصوله بصلة لأي بلد عربي وهو ما جعل باريس اليوم عبارة عن مظاهرات تخللتها أحداث لا يتمناها أي بلد أن تحدث على أرضه بعد مشاهدة ما يجري اليوم في فرنسا وعجز الشرطة عن الحد منها بعد زج آلاف من عناصر الأمن إلى الشوارع التي لا تزال حرائقها تتصاعد والتخريب الذي طال الكثير من المحلات على اختلاف مراكز البيع فيها ومع هذا فالأمور تزداد سوءا بحسب الأخبار الواردة من هناك وما تنقله الأخبار والمواقع من مشاهد كنا نراها حتى بالأمس في الدول العربية المنكوبة التي أسهمت دول غربية في شيطنة الأحداث بها ولكن دار الزمن وبات التاريخ يُكتب من جديد رغم مرور قرون وعقود على الحروب الاستعمارية التي كانت دولنا العربية والإسلامية مرتهنة بيد هذه الدول فهل يمكن أن نقول إن بضاعتكم قد رُدت إليكم ؟!. لا أريد أن أبدو في صورة الإنسانة المتشفية فقد يكون من الضحايا سواء ممن تعرضت ممتلكاتهم للتخريب والسرقة أو ممن تعرضوا هم شخصيا لغضب المتظاهرين أبرياء مما فعله الأمن الفرنسي الذي يبدو اليوم في دائرة (الحيص بيص) وأمام جريمة لا تنفع أمامها كلمة (آسف) التي رددها الضابط المجرم في التحقيقات موجها حديثه لعائلة (نائل) رحمه الله الذي لن يعود بها مجددا إلى أحضان أمه المكلومة ولا إلى وسط أصدقائه وعائلته لكني مؤمنة بأن لكل شيء سببا أو أسبابا وفرنسا التي انطلقت منها خطابات الكراهية منذ الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والإصرار على عرضها في الفصول الدراسية والمكابرة في الالتفات لكمية الغضب الإسلامي الذي طغى على أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في كافة أصقاع الأرض كان لها ألا تأمن العقاب لاحقا الذي قد يأتي على أي شكل من الأشكال وهو لم يكن من صنيعة العرب أو المسلمين سواء من داخلها أو خارجها ولكن من أيديها هي نفسها ومن ألقى بالزيت وسط كومة قش محترقة كان من عناصر الأمن المسؤولة عن إتمام الأمن في البلاد وهو فرنسي أبا عن جد كما نقول لذا لا يمكن أن نتغافل أن عظم الأفعال التي حدثت من باريس يمكن تجنبها مما قد يخبئ الله لها ولو بعد حين فهي أقدار نؤمن بها كمسلمين نخشى عاقبة الإساءة الصريحة لسيد الخلق نبي هذه الأمة وقدوتها لسوء وكبر الذنب الذي لا يمكن أن يقترفه مسلم وليس كشأن الملحدين والمرتدين اليوم ممن لم يكونوا منا ولم نكن منهم يوما ومن المصادفة المدبرة أن يكون اليوم الضحية (جزائريا) في إشارة للتاريخ الكبير في العداء المتبادل بين البلدين عقب الحقبة الاستعمارية الفرنسية لهذا البلد العربي الشقيق الذي حرص بعد تحريره بدماء أكثر من مليون شهيد على أن يضمن كلمات نشيده الوطني عبارات أعرب الرئيس (ماكرون) مؤخرا عن استيائه منها وأنها لا تخدم تنمية العلاقة بين بلاده والجزائر ولذا يبدو لي أن كل التقدير الإلهي اليوم مسطر بدقة وقد لا يمكننا تفهمه بعقولنا البشرية البسيطة ولكن لننتظر ونرى !.