11 سبتمبر 2025
تسجيلفصل الصيف يعتبر وقتاً مثالياً للاستجمام والاستمتاع بالأنشطة المائية، حيث يخرج الجميع للاستمتاع بالأجواء المشمسة والرحلات والعطلات الصيفية. ومع ارتفاع درجات الحرارة، تصبح السباحة واللعب في المياه من أبرز الأنشطة التي يشارك فيها الأطفال والعائلات. ولكن، مع هذه الفرحة والمرح، ينبغي على الآباء والأمهات أن يكونوا حذرين ويضعوا سلامة أطفالهم في الاعتبار، وخاصة عند استخدام برك السباحة. في فصل الصيف، تكثر حالات الغرق بسبب الإهمال في مسائل السلامة والصحة في المياه. وللأسف، تظهر الإحصائيات أن العديد من الأطفال يصابون بحوادث الغرق سنوياً، وهو أمر يتطلب اهتماماً فائقًا من قبل الوالدين والمجتمع بأكمله. لذلك، في هذا المقال، سنناقش الدور الحاسم للوالدين في حماية أطفالهم من الغرق، سواء كان ذلك في المنزل أو في حمامات السباحة العامة. وسنسلط الضوء على أهمية التوعية بمخاطر الغرق وتوفير بيئة آمنة للأطفال أثناء اللعب في الماء. كما سنقدم نصائح عملية للوالدين للمساعدة في تقليل خطر الغرق وضمان سلامة أطفالهم. ولكي يظل الصيف ذكرى جميلة ومفعمة بالمرح والسعادة للجميع. دراسات عديدة عالمية وعربية، أكدت أن الوالدين يلعبون دوراً حاسماً في حماية أطفالهم من الغرق. ووفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية، يمكن أن يؤدي الإشراف السليم واتباع إجراءات السلامة المائية الملائمة إلى تقليل خطر الغرق بنسبة تصل إلى 88٪. ويعتبر تعليم الأطفال مهارات السباحة أحد الأساليب الرئيسية التي يمكن أن يقوم بها الوالدان للوقاية من الغرق. حيث أكدت دراسة عالمية نُشرت في مجلة Pediatrics أظهرت أن الأطفال الذين تعلموا السباحة في سن مبكرة يكونون أقل عرضة لحوادث الغرق. وأكدت على أهمية قيام الوالدين بتشجيع أطفالهم على حضور دروس السباحة والتأكد من تعلمهم المهارات الأساسية للسباحة والسلامة في المياه.. عربياً، بحث علمي نشر في مجلة البحوث العربية للعلوم والتكنولوجيا، عام 2018 وركز على حوادث الغرق لدى الأطفال في المجتمع العربي. وأشار البحث إلى أن الوالدين يلعبون دوراً حاسماً في تقليل حوادث الغرق من خلال المراقبة الجيدة وتعزيز الوعي بمخاطر الغرق. وفي مجلة الرعاية الصحية، نشر بحث آخر في عام 2017 وركز على حوادث الغرق بين الأطفال في السعودية، حيث أكد البحث على أهمية دور الوالدين في تجنب حوادث الغرق وأوضح أن المراقبة الجيدة وتوفير بيئة آمنة للأطفال في الماء يلعب دوراً حاسماً في الوقاية من الحوادث. تتفق جميع هذه الدراسات على أن الوالدين يجب أن يكونوا على دراية بمخاطر الغرق ويتخذوا عدداً من التدابير الهامة، والتي من أهمها المراقبة الدائمة، فيجب على الوالدين أن يكونوا حذرين ومتيقظين في توفير المراقبة المستمرة لأطفالهم أثناء تواجدهم في المياه. فوفقاً لدراسة أجريت في الولايات المتحدة، أظهرت أن 69٪ من حالات الغرق للأطفال تحدث في الوقت الذي كانوا فيه برفقة شخص بالغ غير الوالدين. لذا، يجب أن تكون المراقبة الدائمة والقرب من الأطفال هما الأولوية القصوى. وقد وافق بحث أجري في جامعة واشنطن على ذات النتيجة، حيث أكد على أن وجود الأهل والوالدين في المياه بجوار أطفالهم يقلل من خطر الغرق. ووجد الباحثون أن 53٪ من حالات الغرق التي وقعت في المنازل حدثت أثناء تواجد الوالدين في نفس المكان، ولكنهم كانوا مشغولين بأمور أخرى. تقرير منظمة الصحة العالمية أشار إلى أن الوالدين الذين يتبعون إجراءات السلامة المائية الملائمة في المنزل وفي الأماكن العامة يمكنهم تقليل خطر الغرق بشكل كبير. وأوصت المنظمة بأن يتعلم الوالدان مهارات الإنقاذ الأساسية والإسعافات الأولية لتكون لديهم القدرة على التصرف بسرعة في حالات الطوارئ. ومن الخطوات المهمة التي يجب أن ينتبه لها الوالدان، هي أن تكون المسابح في المنزل محاطة بأسوار وحواجز آمنة ومغلقة بإحكام لمنع وصول الأطفال إليها بدون مراقبة. كما ينبغي تغطية المسابح بأغطية محكمة بعد الاستخدام لمنع سقوط الأطفال في المياه دون رؤية الوالدين. أما في الحمامات العامة، فيجب على الوالدين اختيار المناطق المخصصة للأطفال والتأكد من وجود إجراءات السلامة المناسبة. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على الوالدين أن يكونوا على دراية بالتشريعات والقوانين المحلية المتعلقة بسلامة برك السباحة والتزامها بشكل صارم. كما يجب أن يشجعوا على المشاركة في برامج التدريب وورش العمل المتعلقة بالسلامة المائية لزيادة معرفتهم ومهاراتهم في هذا المجال. وختاماً، فإن حماية أطفالنا من الغرق هي مسؤولية جميع الوالدين وأولوية قصوى لهم خلال فصل الصيف وفترة الاستجمام والسفر. فتوفير بيئة آمنة في المنزل والحمامات العامة وتعليم الأطفال مهارات السباحة والمراقبة المستمرة يمكن أن يحد من خطر الغرق بشكل كبير. فالدراسات العديدة تؤكد على أهمية دور الوالدين في حماية أطفالهم من الغرق وتقليل المخاطر المائية. لذا، دعونا نلتزم بالسلامة المائية ونكن حذرين دائماً، فهذا يضمن سلامة وسعادة أطفالنا في الماء. حفظكم الله جميعا أنتم واطفالكم أينما كنتم.