12 سبتمبر 2025
تسجيلتعرفون كما يعرف العالم أن المدة التي تفصلنا عن انطلاق مونديال كأس العالم 2022 باتت أقل من 150 يوماً، ويصحو العالم نفسه الذي شهد نسخاً كثيرة من بطولات كأس العالم الماضية على أفضل نسخة منها في تاريخها، ولكن هل سأل أحد فيكم كيف وصلت قطر إلى ما قبل هذه الأيام القليلة التي تفصلها عن صافرة البداية لأول مباراة في المونديال رغم الحرب الشعواء التي واجهتها والاتهامات والتشكيك في ذمتها المالية والأخلاقية ومحاولة النيل من سمعتها والتقليل من قدرتها على استضافة حدث بحجم كأس العالم؟!. بداية نعلم أن فوز بلادنا بتنظيم كأس العالم مثل صدمة كبيرة وربما فجيعة كبرى لمن استصغر تقديمها لملف الاستضافة قبل إعلان النتائج الحاسمة في الثاني من أكتوبر عام 2010 وقلل من قدراتها على أن تتحمل مسؤولية هذا الحدث الأكبر على مستوى العالم بالنسبة لأهم لعبة رياضية وتعد معشوقة الملايين في الكرة الأرضية. ولذا كان إعلان فوز الدوحة بالاستضافة صدمة لم يستطع هؤلاء الإفاقة منها حتى هذه اللحظة رغم أن الاستضافة باتت أقرب من مرمى البصر بحول الله وقوته، ولذا تخبط هؤلاء وهاجوا وماجوا وكانت كل خططهم عبثية تلعب بها رياح غبائهم يمنة ويسرة وترميهم في شر أعمالهم ولم تفلح أي فكرة من أفكارهم للنيل من هذه الاستضافة ولا حتى اقتطاع شيء من سمعة قطر، وأول ما فعلوه هو إثارة ملف الرشاوى التي تدخلت بها المحكمة الرياضية العالمية وحكمت ببطلان التهم الموجهة ضد قطر جملة وتفصيلاً، بل إن الهيئة القضائية نشرت حيثيات حكم تبرئة الدوحة من كل هذه الاتهامات المدسوسة ضدها بالأدلة والبراهين لتخرج قطر كما دخلت ناصعة البياض وتمضي في مشروع تحقيق الحلم الذي لم تنتظره هي فحسب بل إن الشرق الأوسط بأسره كان ينتظر أن تتصدر دولة فيه المشهد وتقارع الكبار وتحقق ما كان حلماً وبات واقعاً بفضل الله أولاً ثم بفضل تلك العزيمة القطرية التي أثبتت أن الحلم يمكن أن يراود مخيلة الكبار والصغار معاً، لكن القادر فيهم وحده من يستطيع أن يحيل الحلم واقعاً وهذا ما حدث مع قطر التي سرعان ما خرجت من عنق زجاجة الافتراءات المالية المصاحبة للاستضافة حتى دخلت معتركاً محتدماً من الاتهامات الباطلة في آلية إنشاء الملاعب والمنشآت الإدارية التابعة لها وكيف يمكنها تجهيز كل هذا إن لم تكن هناك ضريبة لكل هذا. ولذا اختار هؤلاء أرخص ما يمكن التشكيك به في قدرة قطر وإنسانيتها ففتحوا ملف العمال وظلوا يحصون كذبا عدد الذين فقدوا حياتهم من العمال وهم يبنون تلك المنشآت والملاعب ووظفوا مليارات الدولارات والذمم الرخيصة لإعلام الصحف الصفراء والقنوات المشبوهة سواء في أوروبا وأمريكا وغيرهما فقط لإظهار عدم إنسانية الدوحة التي تسعى لتجهيز ملاعبها المونديالية دون النظر لأحوال العمال الذين تقوم عليهم هذه الملاعب وتلك المنشآت ووضعهم الإنساني الذي حاولوا أن يزيدوا عليه بعضا من التتبيلة الحارقة التي أحرقت أعينهم وأنفسهم أولا رغم أنهم يعرفون كما يعرف العالم أن كل عمل مهما كان ميسراً وسهلاً له مخاطره ومع هذا حرصت الدوحة على الالتزام بمعايير السلامة لكل عامل ساهم في إنشاء الملاعب حتى أن استاد البيت المونديالي يضم في أحد أركانه المتطورة شريطاً ممتداً لصور كل العمال الذين شاركوا في بنائه، بدءا من المهندسين ومديري المشاريع ونهاية بأصغر عامل وهذا يعد تقديرا من الدولة واعترافاً بفضل هؤلاء ومساهمتهم الكبيرة في الوصول إلى ما بتنا نقارب له أكثر فأكثر ومضينا ونحن واثقون أن مكر الله أكبر من مكر عباده وقدرته أعظم من محاولاتهم ،وإننا سوف نطوي كأس العالم بنفس النجاح الذي بدأنا به وأن صافرة البداية ستلحقها صافرة النهاية على نفس الرتم من النجاح والانبهار بإذن الله. [email protected] @ebtesam777