11 سبتمبر 2025

تسجيل

بحر بيروت يبتلع الحقيقة

05 يوليو 2021

في خطوة جريئة لاحتواء أي تحرك شعبي من أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت ومع اقتراب الذكرى السنوية لهذه الجريمة، طلب قاضي التحقيق العدلي في لبنان من مجلس النواب رفع الحصانة عن عدد من النواب، واستدعاءه لبعض الوزراء السابقين ورجال الأمن بهدف استجوابهم. خطوة تعيدنا إلى مشهد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري وعدد من المسؤولين المرافقين له ومقتل عشرات اللبنانيين في فبراير 2005. بحر بيروت يبتلع الحقيقة كما يبتلع جثث القتلى، والمُحزن أن مجرمي الحرب الأهلية - الذين تربعوا على عرش السياسة عندما نقلهم "الطائف" من الخنادق إلى الكراسي - يدّعون المطالبة منذ أكثر من 15 عامًا بتطبيق القانون، ولم يتنحوا رغم وقوع أكثر من 10 عمليات اغتيال منذ ذلك الوقت، مؤكدين دعمهم لتطبيق "القانون مئة في المئة". لقد سنّوا قوانين الأحوال الشخصية الطائفية، ونهبوا أموال المودعين بالقانون، باعوا الوطن مقابل مواد متفجرة باسم القانون. لن يحمينا منكم سوى قانون إلهي حيث ساعة التغيير آتية لا ريب فيها، حيث لا ينفع قانون ولا دولار مُهرّب. شحّ الدولار في الأسواق العربية مريب، والأكثر ريبة أن الاقتصاديين ورجال الأعمال والإعلام في منطقتنا لم يلتقفوا هذه المسألة علانية. لبنان الأكثر صخبًا بـ"النق" حول شحّ الدولار لأن الأوضاع الاقتصادية فيه سيئة للغاية، ولكن ماذا عن دول أخرى في المنطقة، حيث يتم تطبيق إجراءات متعلقة بصرف العملات مقابل الدولار بكميات محدودة وأيام معدودة. وفي تصريحات رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي مؤخرًا قال إنه سيعمل على إيجاد حلّ يسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون "حقائب دولارات". هل شحّ الدولار في المنطقة العربية محاولة لضبط النفوذ تمهيدًا لتغييرات اقتصادية وسياسية وأمنية بالمنطقة؟ أم أننا سنكون في عصر العملات الرقمية مقابل ما تبقى من احتياطات الذهب في بلاد العرب؟ العرب مستمرون في بناء القواعد العسكرية التي غالبًا ما تكون استخداماتها من أجل تحقيق السلام في المنطقة. نعم لأننا شعوب مسالمة بطبيعتنا، والدليل أننا منفتحون على بعضنا البعض في المذاهب والطوائف والمصاهرة بيننا كشعوب عربية وروح الإخاء تسود العمل العربي المشترك. مبروك افتتاح مصر لقاعدة "3 يوليو" أكبر القواعد البحرية العسكرية في منطقة الشرق الأوسط كإحدى نتائج تداعيات الأزمات ومخرجات الحسابات الإستراتيجية العربية الإقليمية في منطقة تضمّ قوتين إقليميتين إيرانية-تركية. دولة إقليمية ومعها 14 دولة على قائمة البلدان المصنفة من وزارة الخارجية الأمريكية على أنها "تدعم تجنيد الأطفال" وذلك بحسب التقرير السنوي للوزارة الصادر بعنوان "الاتجار بالبشر 2021"، من بينها 5 دول عربية وهي: العراق، ليبيا، الصومال، سوريا واليمن. تجنيد عقول الأطفال بالألعاب الإلكترونية من الشركات الأمريكية وحمل السلاح الافتراضي والتحريض على هدم الكعبة إضافة إلى المعالم الدينية والأثرية يدخل ضمن هذه القائمة؟ أم فقط المسح السياسي على أرض الواقع هو المعيار في هذه القائمة؟ قائمة منظمة الصحة العالمية، حيث خريطة انتشار "متحور الدلتا" تطول مع تسجيل 98 دولة لهذا المتحور، وبما أننا - وفق تصريحات مدير عام المنظمة "لا بلد على وجه الأرض خرج من الغابة بعد" - سنكون أمام شريعة الغاب، والفوز سيكون للقوي الذي سيوجه مسار القطاع الصحي مستخدمًا مخلبه ونابه، ومخلب الشركات الصحية لقاحاتها. الفوز لشركات الإعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي في ظلّ انشغالنا بأحقية السيدات ارتداء الـ"بوركيني" في النوادي والمنتجعات، هذا النقاش الصيفي المتجدد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تعلو موجات النحيب والبكاء ممّن مُنعن من الدخول إلى المسبح بـ"البوركيني"، والعويل أيضًا ممّن مُنعن من الدخول إلى أماكن أخرى بسبب قلّة الاحتشام، هذا نقاش مرهق، وعبثي، يعكس مدى هشاشتنا. هنيئًا لك أيها الرجل، فتضاريسك لم تكن محطّ نقاش كلّ موسم في الصيف والشتاء. الشتاء سيُجافينا بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، لا كوب من الشوكولاتة الساخنة، ولا مطر، ولا صوت فيروز؟ الاحتباس الحراري مسؤول عن 37% من الوفيات في العالم وربّما "سنكون الجيل الأخير الذي سيتمكن من رؤية القطب الشمالي مع الجليد البحري خلال فصل الصيف". الدبّ القطبي قد ينقرض والسبب ليس مصانعهم ولا شركاتهم ولا جشعهم.. بل بكيس الخبز البلاستيكي الذي في يدك.