14 سبتمبر 2025

تسجيل

اِتلهي!

05 يوليو 2020

! أكثر من عشر سنوات منذ أن شهدنا آخر الدموع العربية التي انهمرت وازدهرت بفضلها تجارة صناعة المناديل الورقية!. أكثر من عشر سنوات منذ أن انتفضت الشوارع العربية وهي تهتف الموت لإسرائيل والعزة لشعب غزة!. سنوات منذ أن هيأت الجامعة العربية مقرها لعقد القمم والاجتماعات الوزارية للتباحث من أجل غزة وتناحرت الآراء حول من هو الأحق لتقرير مصير غزة بينما في الحقيقة كان السباق من هو صاحب الصدارة في الشجب أولاً لما يجري في غزة!. سنوات والعدوان الإسرائيلي مستمر وهي نفس الفترة التي خمدت فيها عناقيد الغضب العربي وغدت بذوراً تنتظر دماء جديدة لتنمو وتضحي عناقيد من جديد!. أكثر من عقد من الزمان مر ونحن كل يوم نقول لبيك ياغزة!..مسكينة يا غزة.. محاصرة يا غزة. متى تموتين ياغزة ِ ؟!. هل أبدو مزعجة وأنا أحتفل بذكرى ما يزيد عن عشر سنوات منذ حصار غزة الظالم في الوقت الذي يشهد العالم العربي (غزات) أخرى في سوريا واليمن ومصر والعراق ؟!. هل أبدو شاذة في دعوتي لتذكر هذا القطاع في الوقت الذي يبحث فيه الجميع تحقيق الحلم بالعودة لطاولة المفاوضات بشأن الإعلان عن السلام الذي باتت حروفه تضحكني وكأنني أمام سيرك لا يتوقف فيه المهرجون عن ممارسة حركاتهم البهلوانية التي لا تثير الضحك بقدر ما تثير عقولهم الفارغة مواطن الضحك فينا؟!. هل أبدو تافهة في دعوة الجميع إلى استقطاع جزء يسير من أوقاتهم الثمينة لتذكر دمار وشهداء غزة الذين تساقطوا كالشهب المنتحرة وجرفتهم الدبابات الإسرائيلية كالحصاد المزهو بثماره في اللحظة التي احتفلت حكومة الانقلاب المصرية بإكمال (جدارها الفولاذي) الذي يفصل بين غزة المحاصرة وبين حدود مصر التي تشرف على معبر رفح الذي أصر على وصفه بالمعبر (العربي) وليس من حق مصر التحكم فيه لمجرد أنه يقع على حدودها باعتبار أن فلسطين قضية كل العرب ومهمة إنقاذ شعبها لا يقع على عاتق مصر وحدها بل الجميع وعليه يجب أن يكون رفح عربياً وبقرقعة كؤوس الفرح بعد ردم معظم أنفاق الحياة التي كانت تمد شعب غزة بالغذاء والدواء؟!. ولا أود حقيقة ذكر ما أرسله لي أحدهم في ضرورة التفهم لما تقوم به مصر في إنشاء هذا الجدار الفولاذي وما ختم به رسالته في أنه (يجب أن نحترم مصر لأن مصر فوق الجميع)!. وأنا أقول له إن لا أحد فوقنا ولا تحتنا ومصر دولة عربية رغم ثقلها السياسي والجغرافي في القضية لكنها تتحمل بلاشك جزءاً كبيراً من المأساة الفلسطينية التي تضاعفها اليوم بمشاهد الموت المؤلمة التي يشهدها المعبر بمنع الانقلاب الولوج أو الخروج منه لشعب يعاني الحصار الجائر وتمثل له قاهرة السيسي اليوم صداً منيعاً لأي محاولة لإمداده بالغذاء والدواء عبر الأنفاق التي أعتبرها حلالاً ومشروعة في ظل الاحتلال الإسرائيلي الغادر على شعب يريد أن يحيا أطفاله كما يحيا أطفال العرب جميعاً. فهل يعد هذا قلة أو عدم احترام لمصر؟!..هل تكون المطالبة بأن تعلو الأخلاق العربية والنصرة الإسلامية قلة احترام لمصر؟!. هل يغدو الشجب والاستنكار لخنق الرئة التي يتنفس منها الفلسطينيون في غزة أن العرب يقلون أدبهم على مصر؟!. هل ندائي بأن تكون الرحمة والرأفة بشعب غزة الذي يكتوي بنيران العدوان والحصار الإسرائيلي الممتد منذ عام 2007 هي السائدة وألا تكون الاتفاقيات المصرية الإسرائيلية هي السادية المقنعة اليوم هو عدم احترام لمصر؟!. بالله عليك أفق!.. وانظر بعين الإنسان العربي الذي يتخلى اليوم عن الوطن الصغير الواحد ليكون وطنه وبعد مرور 13 سنة لم تقم مصر بأي شيء يذكر لغزة في إطعام الجائعين منهم أم معالجة مرضاهم أو حتى إنارة شمعة يتيمة تضيء لياليهم المظلمة التي يقضونها في العراء يلتحفون السماء ويفترشون الأرض ليكون هذا الوطن اليوم هو غزة وفلسطين على العموم!. من التي فوق الجميع يا هذا والعرب يتساوون في مواقفهم المخجلة التي تربوا الأجيال جيلاً بعد جيل وفلسطين تقارب قرناً من الاحتلال الإسرائيلي على أرضها؟!. أي فوق وأي تحت وأي جنب وكأنها أصبحت كرة قدم المقدمة تمتاز بحسن الأدوار من الذين يقبعون بالمؤخرة!. لا أحد فوق غزة ومن يتعالى على هذه المأساة التي ستبقى وصمة عار على جبين الأمة العربية الإسلامية من الذين ينطقون الضاد وتتغير لهجاتهم فلا يعرف المصري لهجة اللبناني ولا الخليجي لغة المغاربة ولا الشامي لغة السوداني والصومالي هو الذي يشعر بنقص أو خلل ما.. هكذا يحللونها يا صديقي!. من هي التي تحتل صفة (أنا فوق الجميع) إن كانت أسهمها اليوم في النازل على ما يقولون وتعد اليوم ليست شاهدة على ما يجري في غزة ولكنها من المشاركين فيما يجري هناك. والدلائل كثر لا تتسع المجلدات لسردها ولكن التاريخ قادر بلاشك على ضمها وحفظها وكشفها دون إدخال رقم سري يحرص الكبار على تدوينه لتغييب جوانب مخيفة من ذاكرة حياتهم؟!. قلتها لي وسأردها إليك بأفضل مما قيلت.. يا شيخ اتلهي!. [email protected] @ebtesam777