13 سبتمبر 2025

تسجيل

لا ترحل يا رمضان

05 يوليو 2016

قضت الأمة الإسلامية فى كل مشارق الأرض ومغاربها أجواء من الروحانيات الرمضانية التى تضفى الهدوء والسكينة برحماتها وبركاتها على الاسرة والمجتمع بأكمله، وكان ينتظرها كل منا من العام للعام لما يحمله رمضان من مكانة كبيرة فى نفوسنا كمسلمين وربما يتبدل فيه العديد من السلوكيات والعادات، وتجد كل شيء حولك فى ثوب نفسى واجتماعى ومادى مختلف عن كافة شهور السنة وربما لمكانة هذا الشهر الايمانية وما يحمله من روحانيات وعادات وأجور ربانية تجعل الكثير يتنافس فى العبادات وعمل الطاعات وربما ما نراه فى سلوكيات البشر من جوانب ايجابية نتمنى ان تكون كل الشهور رمضان، وهذا ما نأمله هذا العام بألا يرحل رمضان هذا العام ونرى المساجد كما هى تمتلئ بالمصلين على مدار اليوم وبصور يقشعر لها بدنك من الوحدة والتماسك فيما بينهم وربما هذه القوة والتجمعات الايمانية ترهب اعداء الأمة، ونتمنى أن نرى هذه التجمعات الإيمانية والأسرية كما نراها بصورة مكثفة بين أفرادها وما أروعها بوجود الجميع وتواصل الأرحام الذى يزداد بصورة رائعة مع بريق مجالس العوائل أو تجد ازدهارها بوجود الاهل والاصدقاء وعودة رونقها من جديد، وكلنا شوق يا رمضان ان يستمر تواصل الجيران النفسى والاجتماعى كما تم الاعتياد عليه بصورته المبهجة فى هذه الليالى بالاتصالات والتزاور الاجتماعى وتبادل اشهى المأكولات وهى من اشهر العادات التى تميز بها اهل قطر ونتمنى ان يكون رمضان فرصة لتجديدها من جديد، وان يستمر بعد رمضان التكافل الاجتماعى بصورته الرائعة من خلال الصدقات للاسر المتعففة بالداخل والخارج كما يتنافس عليه الكثير بنماذج رائدة بالمجتمع تحمل فى بواطنها مدى سماحة هذا الدين والشهر الفضيل وما نتأمله ان يكون رمضان فرصة كبيرة للتغيير الداخلى لكل منا ومراجعة علاقته مع الله عز وجل بتغيير الكثير من السلوكيات السلبية فى نمط حياته اليومية والسلوكية مع اسرته والآخرين، والا يمر هذا الشهر ويكون رمضان بداية لكل تغيير ايجابى فى حياتنا الاسرية والمجتمعية وانطلاقة جديدة لحياة افضل قادمة حافلة بالسلوكيات الايجابية والانجازات العلمية والعملية التى تعود بالنفع العام على الفرد والمجتمع، وان نراجع انفسنا بالعديد من القرارات التى صدرت منا ربما لها اثر سلبي على الاسرة أو المجتمع أو جهة العمل وتسببت فى ضرر فادح بسبب التدهور فى صدور قرارات غير مدروسة ، وان يكون رمضان لجمع شمل البيت العربى والخليجى فى ظل الظروف المؤلمة الراهنة وان نكون على قلب وبصيرة واحدة والبعد كل البعد عن العنصرية فى المعاملات والجنسيات وما الى ذلك حتى وصلنا الى ما نحن عليه الآن، وقبل رحيلك يا رمضان ان نجد العزيمة والاصرار على العلم والعمل لشباب الامة بصورة تنهض بها المجتمعات العربية الايام المقبلة بتحملهم المسؤوليات بصورة اكبر مما عليها الآن، وأن يستغلوا كافة الامكانات التعليمية والاقتصادية وتوظيفها بالشكل المطلوب بما يعود بالنفع العام عليهم، ولايمضى رمضان وان تكون تخلصت الأنفس من الحقد والحسد وتمنى الخير للآخرين كما يتأملونه لانفسهم وان نحافظ على النعم الاقتصادية التى ننعم بها وحرمت منها شعوب مماثلة اخرى وان كانت نعمة الامن والاستقرار وصوت مواطن مسموع لدى قيادات الدولة من افضل النعم ، وان تكون هناك فرصة للكثير من الازواج والزوجات لمراجعة قراراتهم فى الاقبال على خطوة الطلاق والتأنى قبل الاقدام عليها لما له من آثار هدامة عليهم وعلى المجتمع، وهناك الكثير من سلسلة الامنيات والطموحات التى نأمل ان تكون للافضل بعد شهر الصيام وقد كان فرصة للتدريب عليها خلال هذا الشهر، والا يرحل شهر الخيرات إلا ونحن فى ثوب جديد من الاخلاقيات والسلوكيات الحميدة من داخلنا قبل ظواهرنا، ونكون على قلب واحد ونحن قادرون على ذلك.