31 أكتوبر 2025

تسجيل

قدروا الله حق قدره حتى بعد رمضان

05 يوليو 2016

بدأ شهر الخير، شهر رمضان يستعد للرحيل ويحزم أمتعته بعد أن أضاء حياتنا ونوّر ليالينا، وأسعد قلوبنا، وقبل أن يرحل، بدأ الشوق إليه وتاقت النفس إلى سرعة عودته، وشيء مؤكد أنه سيعود ولكن هل سنكون من الصائمين القائمين فيه؟ أيام مضت سريعاً، وتفانى الناس في العبادة، وازدحمت المساجد لدرجة أنها لم تعد تستوعب الأعداد الكبيرة من المصلين وذرفت العيون الدموع ولهجت الألسنة بالدعاء والتضرع إلى الله عز وجل، وحرص الجميع على ألا تفوته صلاة في المسجد إلا من البعض الذي تغافل عن قيمة هذا الشهر، وتدارس الناس القرآن وتنافسوا في ختمه وأصبح لا يفارق أيديهم في كثير من الأماكن، فما أجمل رمضان وأطهره من شهر!ولكن هل الله عز وجل هو رب رمضان فقط ولا يعبد كما ينبغي إلا في رمضان ولا يقرأ القرآن إلا في رمضان، ولا نتواجد في المساجد إلا في شهر رمضان، إن الله عز وجل هو رب كل الشهور، وموجود في كل الأوقات والساعات والثواني، ولابد أن نرفع أيدينا إليه في كل وقت.وأن يكون القرآن الكريم كتابنا المفضل الذي نقرأه كل يوم ولا يظل مهجوراً حتى يأتي رمضان وأن تكون الصلاة في المساجد وخاصة للرجال عادة حميدة والصلاة جماعة في كل وقت.ولا يمكن أن ننسى التواصل والتزاور للأهل والأقارب في كل وقت ولا يختص بذلك رمضان فقط، فشهر رمضان ثلاثون يوماً أو تسعة وعشرون يوماً، ولكن الله عز وجل له كل الشهور.شهر رمضان يأتي ويذهب، ويعطينا الفرصة لمراجعة حساباتنا مع الله عز وجل ومحاسبة أنفسنا قبل أن تحاسب على التقصير في حق الله تعالى وحق العباد، ويتيح لنا الفرصة أن نغسل نفوسنا مما علق بها من ما يسيء إليها ويغضب الله تعالى منا، ونطهرها ونستعيد نقاوتها وتقواها ونعطي أرواحنا السعادة بمحبة الله تعالى ومحبة رسوله بطاعة الله تعالى واتباع أوامره واتباع سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونحاسب نفوسنا على ما قصرنا في صلاتنا وعبادتنا ومعاملتنا مع الناس وتعويد النفس على بذل الخير في كل وقت والإحساس بالغير من الناس حولنا وفي دول أخرى مما يعانونه من آلام الجوع والفاقه وصعوبة الحصول على أقل القليل من الطعام.شهر رمضان كان فرصة للتغيير لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم.وهذا يعني أن التغيير نحو الأحسن لا يكون إلا بتغيير ما في النفس وتطهيرها مما يلوثها من الكثير من الأمور كالغل والحسد وتعويدها عن البعد عن الغيبة والنميمة واتباع عورات الناس.لا نريد أن نظل طوال الليل والنهار في المساجد، ولكن إذا أمكن أن نتواجد فيها وقت أداء الصلاة وخاصة أن المساجد منتشرة في كل حي وكل شارع في بلادنا، سواء كانت للفروض فقط أو الجوامع الكبيرة.وعلينا أن نتعامل بخلق الإسلام والقرآن وخلق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه الله عز وجل "وإنك لعلى خلق عظيم".علينا التخفيف من الانشغال بأمور الدنيا وملاحقة كل ما يتعلق بها من طلبات قد تبعدنا عن روح الإسلام، ونكون عرضة لمن يتلاعب بعواطفنا واتجاهاتنا وخاصة الشباب الذين هم عماد مستقبل البلاد، فهؤلاء بحاجة إلى الكثير من الوعي، بحيث يكون للآخرة نصيب في حياتهم لا تكون تلك الحياة عبثا ولعبا، قال الله تعالى "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار". وبذلك نكون استطعنا أن نقدر الله حق قدره.