27 أكتوبر 2025

تسجيل

اللحمة الكويتية نموذج لصد الفتن

05 يوليو 2015

ها هي اللحمة الوطنية تتجلى بأروع صورها في المجتمع الكويتي بعد حادث التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام الصادق بقصد بث الفتنة الطائفية في الكويت، وفي عموم المنطقة العربية، وعلى وجه التحديد في منطقة الخليج، ونادى العقلاء بين الجانبين إلى الوحدة ونبذ الفتنة ومواجهة تلك المحاولات البائسة لإثارة النعرات الطائفية ومحاولة شق الصف الوطني حيث أثبت التاريخ أن التلاحم واللحمة الوطنية بين أبناء الشعب باقية على مر العصور، ولا يمكن أن تقوى مثل هذه الأعمال بزعزعة وحدتهم. جميع الأمة من إنس ومن جن وعجم وعرب ومن رجال ونساء مطالبون وسط هذا الاستنفار في تأجيج الفتن أن يحكموا بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وأن يسيروا على نهج سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم واتباعهم بإحسان في السلم والحرب في العبادات والمعاملات وفي جميع ما افترق فيه في كل شيء، وعلى ضوء هذا الواقع المرير الذي تمر به الأمة في بلدان عربية ذات تاريخ عريق وشواهد إسلامية حققت النهضة والتنمية والعدالة طوال تاريخها حتى جاء اليوم الذي تغزى هذه البلاد الآمنة ويقتل أبناؤها وتنهب مدخراتها وثرواتها وتسبى نساؤها أمام مرأى ومسمع من العالم الديمقراطي ولا يبالي بهم أحد، إنه منكر عظيم وعدوان أثيم لا يقدم عليه من لديه ذرة إيمان أو إنسانية والأحداث الجسام تتراءى أمامنا كل يوم، فانظروا ما حل بسوريا واليمن والعراق ولبنان وفلسطين والدور القادم لا سمح الله على مصر، إنها فتنة وأيما فتنة . الفتنة كلمة مشتركة تقع على معان كثيرة فإذا كان الزمان زمان تفرُّق واختلاف؛ فليحذِّر بعضنا بعضاً بقوله:( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةًُ )؛ يعني: اتقوا تفرّقاً واختلافاً لا يصيب مآله ولا تصيب نتيجته الذين ظلموا منكم خاصة وإنما يصيب الجميع ولا يخص ذلك الأثر للتفرق والاختلاف الظالم وحده، ذلك أن الفتن إذا أتت فإنها لا تصيب الظالم وحده وإنما تصيب الجميع ولا تبقي –إذا أتت –لقائل مقالاً، وإنما يجب علينا أن نحذرها قبل وقوعها، وأن نباعد أنفسنا حقّاً بعداً شديداً عن كل ما يقرب إلى الفتنة أو يدني منها . إنَّ من علامات آخر الزمان كثرة الفتن؛ كما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يتقارب الزمان، ويقلُّ العمل، ويلقى الشح، وتكثر-أو قال: تظهر-الفتن" وذلك لأن الفتن إذا ظهرت؛ فإنه سيكون معها من الفساد ما يكون مدنياً لقيام الساعة. ومن رحمة نبي الله صلى الله عليه وسلم بنا أن حذَّرنا من الفتن كلها، كما أن ربنا حذَّرنا بقوله تعالى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) وتفسير ابن كثير لهذه الآية أنه وإن كان المخاطب بها هم أصحاب رسول الله، لكنها عامة لكل مسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحذر من الفتن . نسأل الله أن يبطل كيد أعداء الله ويفرق شملهم ويوفق دعاة الحق لما فيه رضاه وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا في كل مكان وأن يجمع كلمتنا جميعا معشر المسلمين على الحق والهدى أينما كنا وأن يكفينا شر أعدائنا أينما كانوا . وسلامتكم