14 سبتمبر 2025

تسجيل

الاستثمار في تنمية وتدريب الموارد البشرية بالمؤسسات المالية الإسلامية

05 يوليو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تدريب وتطوير الموارد البشرية من الموضوعات ذات الأهمية المتزايدة في عصرنا الحالي الذي يتسم بالتغيرات التكنولوجية والاقتصادية والإدارية التي تدفع كافة المؤسسات المالية (إسلامية – تجارية) إلى اتخاذ الإجراءات والوسائل التي تكفل الاستجابة السريعة لهذه التغيرات على النحو الذي يرفع من قدرتها التنافسية في سوق العمل المالي عامة والمصرفي خاصة، لذلك فإن تدريب الموارد البشرية يمثل أحد العناصر الأساسية لنجاح المؤسسات المالية والاقتصادية الإسلامية سواء كانت إنتاجية أو خدمية كما يعتبر العنصر البشري جزءا من أصولها ورأسمالها غير المادي وأهم ما تملكه حيث الأداة الحقيقية للعمل والإنتاج والمؤسسة المالية التي لا تملك الموارد البشرية الفعالة تعتبر فقيرة في الأداء المتميز والجودة لأنه بكل بساطة نجاحها يتوقف على كفاءة وفعالية الموظفين بها ويتم تحديد الأهمية القصوى لتنمية الموارد البشرية في الاقتصاديات المعاصرة كعامل أساسي في تحقيق التنافسية للمؤسسات المالية الاقتصادية الإسلامية وذلك بوضع إستراتيجية شاملة وفق خصائص معينة يجب احترامها لبلوغ الهدف المنشود وذلك يتطلب تدريبا وفق تنظيم محكم بحيث يصح استعمالها في المؤسسة المالية طبيعيا ويدخل ضمن ثقافة المؤسسة المالية نفسها والعاملين بها سواء (مجلس الإدارة – الإدارة التنفيذية – الموظفين) وهو ما أوجب على المؤسسات المالية الإسلامية الاهتمام بالموارد البشرية فالدراسات الحديثة أشارت إلى أن الفكر الإداري الحديث احتوى مفاهيم وتوجيهات مهمة لها تأثيرها في تحويل إدارة تدريب وتطوير الموارد البشرية لتصبح في الحقيقة إدارة واستثمار رأس المال البشري وهو الثروة الحقيقية في المؤسسات المالية وقد تزايد الاهتمام بمسألة التدريب التي كانت تنصب سابقا على تزويد الموظفين بالمهارات الفنية فقط والتي لم تعد كافية لوحدها وذلك بسبب التغيرات التكنولوجية والمعلوماتية المتواصلة والمتجددة فضلا عن زيادة الاهتمام بتحسن مستويات الجودة الشاملة للمنتجات وزيادة الإنتاجية التي اقتضتها ظروف المنافسة في السوق المالي والاقتصادي وبناء على ذلك أصبح من الضرورة بمكان أن تشمل عمليات التغيير والتطور برنامج وخطط وسياسات التدريب في المؤسسات المالية والاقتصادية الإسلامية حتى تتمكن من خلق موقع لها في السوق المالي والمصرفي (المحلي – العالمي) مع تأكيد دورها المتعاظم ومساهمتها المقدرة في المجالات المجتمعية بما يعود بالنفع على المؤسسة والعاملين والاقتصاد المحلي وعليه سيكون محور موضوع تدريب الموارد البشرية كالتالي: أولا: مفهوم إدارة التدريب القسم الذي يهتم بنشاط منظم يركز على الموارد البشرية وأفرادها بالمؤسسة المالية لتحقيق تغيير في معارفه ومهارته وقدراته لمقابلة احتياجات محددة في الوضع الحاضر أو المستقبلي ويؤهله لاكتساب المعارف والمهارات والكفاءات نتيجة عملية تعليمية وتدريبية متخصصة ومهارات عملية والمعرفة التي تتصل بمجالات ذات فائدة محددة في ضوء متطلبات العمل الذي يقوم به الفرد وفي ضوء تطلعاته المستقبلية للوظيفة التي يؤديها في المجتمع ارتقاء دائم وانتقال لدرجة عمل أفضل وينظر لإدارة التدريب في المؤسسة بأنها: *إدارة التدريب كمصدر للمعرفة واكتساب المهارات *إدارة التدريب تعالج أمور ومشاكل العمل في الحاضر والمستقبل*إدارة التدريب مرتبطة بالتخطيط العام والهيكل التنظيمي للمؤسسة*إدارة العملية التدريبية مستمرة ومتطورة حسب متطلبات العصر ثانيا: الأساليب المتبعة في إدارة التدريبهناك العديد من الأساليب التدريبية التي تستخدم لعرض موضوعات البرنامج التدريبي والتي تهدف إلى تزويد الموارد البشرية بالمهارات والمعارف والخبرات والقدرات التي يحتاجون إليها والتي تسهم في تطوير مستوى أداء عملهم وهذه الأساليب تأخذ صوراً متعددة منها ما يختص بالتدريب الفردي ومنها ما يختص بالتدريب الجماعي وبالتالي تختلف أساليب التدريب باختلاف الظروف والمواقف القائمة والغرض من عملية التدريب والتنمية يحتم الاختلاف في طريقة التدريب المستخدمة فالطرق التي تستخدم لإكساب الفرد المهارات اللازمة بغرض أداء وإنجاز عمله بكفاءة تختلف عن تلك التي تستخدم لإكسابه المهارات المرتبطة بالسلوك وأنماط الشخصية والتفكير وكله يؤدي لاختلاف في طرق التدريب وكمثال مبسط للأساليب المتبعة:(التدريب أثناء العمل) الأسلوب للتدريب يوجه لتدريب الموارد البشرية على كيفية الأداء الصحيح والسليم لأعمالهم وعادة قد يتولى الرئيس المباشر مهمة التدريب والتوجيه أو قد يقوم به أحد العاملين القدامى بالمؤسسة ممن لهم الخبرة الطويلة في العمل أو الوظيفة المعنية إلى جانب امتلاكهم للمعلومات الفنية المهمة والقدرة التدريبية التي يستطيعون من خلالها إيصال المعلومات بصورة ممتازة وواضحة من خلال الوصف والإيضاحات والشرح والتطبيق أمام المتلقي المتدرب والذي سوف يقوم بأداء المهنة وفقاً للطريقة التي تعلمه يتقن الأداء. (التدريب خارج العمل) التدريب الذي ينظم خارج موقع العمل ومن مزايا هذا النوع من التدريب أنه يمكن الموارد البشرية من التركيز على موضوع التدريب بعيدا عن ارتباطات العمل اليومي والواقع العملي أثبت أنه الأسلوب الأكثر فعالية وأداء في ترسيخ المفاهيم والأفكار في تنمية الموارد البشرية. (التنمية والتطوير) يشمل توسيع مدارك الموارد البشرية لخلق تطلعات أفضل لديهم ولجعل العاملين بالمؤسسة المالية أكثر حركة ونشاطا خلال فترة عملهم بالمؤسسة ولتشجيعهم على التقدم في السلم الوظيفي لأعمالهم. ثالثا: الأسباب الرئيسية لإدارة التدريب في المؤسسة المالية يمكن حصر هذه الأسباب في التالي:*زيادة الإنتاج وذلك بزيادة الكمية وتحسين النوعية من خلال تدريب الموارد البشرية على كيفية القيام بواجباتهم بدرجة عالية من الإتقان ومن ثم زيادة قابليتهم للإنتاج.*تقليص النفقات فالبرامج التدريبية تعمل لخلق مردود أكثر من كلفتها عن طريق رفع الكفاءة الإنتاجية للعاملين والاقتصاد نتيجة للمعرفة الجيدة بأسلوب العمل وطريقة الأداء.*رفع معنويات الموارد البشرية فالتدريب يشعر بجدية المؤسسة لتقديم العون لهم في تطويرهم وتمتين علاقتهم مما يؤدى ذلك إلى زيادة إخلاصهم وتفانيهم في أداء العمل*توفير القوة الاحتياطية حيث يمثل مصدراً لتلبية الاحتياجات الملحة في الموارد البشرية. *التقليل في الإسراف لأن تدريب العاملين معناه تعريفهم بأعمالهم وطرق أدائها وبذلك يخلق معرفة ووعياً وقدرة لا يحتاج المدرب إلى الإشراف والرقابة في أدائه لعمله.*تخفيف حوادث العمل فالتدريب معناه معرفة العاملين بأحسن الطرق في التشغيل ما يعد مصدراً من مصادر تقليل الحوادث والأخطاء والقضاء على الحوادث المرتبطة بالعمليات.رابعا: مجالات إدارة التدريب في المؤسسة المالية تشمل إستراتيجية إدارة التدريب خمسة مجالات أساسية هي: (المعرفة) تهتم لمساعدة المتدرب على تعلم وفهم وتذكر الحقائق والمعلومات والمبادئ.(المهارات) عبارة عن أي تصرف أو عمل مادي يقوم به الشخص المتدرب (الأساليب) يقصد بها التطبيق للمعرفة والمهارات في طريقة التفكير والسلوك (الاتجاهات) هناك عوامل كثيرة تؤثر في اتجاهات الفرد ونشاطاته وفي ذات الوقت لا يمكن تغييرها لذا تركز عملية التدريب على السلوك الذي يمكن تعديله أو تقويمه.(الخبرة) ناتجة عن الممارسة والتطبيق العملي للمعرفة والمهارة والأسلوب في عدة مواقف مختلفة خلال فترة طويلة من الزمن، وبالتالي فإن هذا المجال لا يمكن للفرد أن يتعلمه من داخل قاعة التدريب. خامسا: خصوصية إدارة التدريب في الصناعة المالية الإسلامية التميز والتدريب والتطوير بكل أشكاله وأنواعه في المؤسسات المالية والاقتصادية الإسلامية حقيقة راسخة ينبغي استقراؤها بشكل يواكب الظروف المعاصرة يحثنا عليها ديننا الكريم ويؤكد حقيقة مفادها أن الإنسان خليفة بالأرض للعمل والتنمية والاستثمار سعيا للرزق وأنه فاعل على أساس هذه الحقيقة يقوم التصور الإسلامي للإنسان داخل المؤسسات المالية ويكتمل دوره متى توفر على الكفايات الضرورية لممارسة مهنته بفعالية عالية وأن اهتمام المؤسسات المالية والاقتصادية الإسلامية بالتدريب يندرج في هذا السياق يشكل تحديد الاحتياجات الضرورية والتدريبية كأحد أهم المحاور التي تتمحور حولها إدارة الكفايات من القواعد التي لا تستغني عنها أية مؤسسة مالية ومصرفية إسلامية مهما كانت طبيعة نشاطها لتطوير أدائها وتحسين إنتاجها إلا أن المؤسسات المالية الإسلامية بحاجة للتركيز في العملية التدريبية على موضوعات ترتبط بخصوصية نشاط عملها فكثير من الموارد البشرية في المؤسسات المالية الإسلامية ليست لديهم فكرة محددة عن مفاهيم أساسية تشكل جوهر الفروق بين النظامين الإسلامي والتجاري مثل الربا وأكل أموال الناس بالباطل وخلافه لذلك يتعين عليها إعداد البرامج التدريبية التي تركز على المرتكزات التالية: *زيادة الإلمام بالقواعد العامة للاقتصاد الإسلامي وفقه المعاملات الإسلامية *الإلمام بالفروق الجوهرية بين النظامين الإسلامي والتجاري تأمين – صيرفة- استثمار-تمويل *الإلمام بأساسيات مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء * تشجيع الاعتماد على اللغة العربية والعمل على تطوير وتحسين استخدامها