15 سبتمبر 2025

تسجيل

360 درجة

05 يوليو 2015

لم نعش في هذه الحياة بمنأى عن الآخرين، بل بين مجموعات وشعوب، نختلف في التفكير والشخصية والرؤية، تتفاوت أهدافنا التي على إثرها تختلف طرق تعاملنا مع المواقف والأحداث.تعلمنا من مدرسة الحياة (أن الهون أبرك مايكون) وأن التأني في إصدار الأحكام ورؤية المواقف بزوايا مختلفة يمنحنا القدرة على إدراكها، واستيعابها والإحاطة بها علم من جميع الاتجاهات، يقول الطاهر بن عاشور: الإحاطة هي الإشتمال على الشيء وجعله في حوزة المحيط، وهي هنا مستعارة لاستعياب العلم بالمعلومات.ولهذا كان لابد أن أذكر نفسي وأذكركم بأهمية التأني في إصدار القرارات على الآخرين وأفكارهم، واحترام وجهات النظر مهما اختلفت معنا، فالواجب علينا دائما ألا نبادر إلى الحكم على الشيء حتى نحيط به، ونلم بجوانبه، بعيداً عن ضيق الأفق وقصر النظر، والنظر إلى القضية أو الواقف من زاوية واحدة دون إحاطة وعلم، بل لابد أن تكون لدينا القدرة على النظر بزاوية 360 درجة.وهنا أسرد لكم قصة التلميذ، المعلمة، والتفاحة، حيث سألت معلمة طالبا في الصف الأول: لو أعطيتك تفاحة وتفاحة وتفاحة كم يصبح عدد التفاح لديك؟ أجاب الطالب بثقة أربع تفاحات!كررت المعلمة السؤال ظناً منها أن الطفل لم يسمعه جيداً، فكر الطفل قليلا وأعاد الحساب على يديه الصغيرتين باحثاً عن إجابة أخرى ولكنه لم يجد سوى نفس الإجابة فأجاب بتردد هذه المرة أربع، ظهر الإحباط على وجه المعلمة ولكنها لم تيأس!فسألته هذه المرة عن البرتقال حيث انها تعلم بحبه للبرتقال، فقالت له لو أعطيتك برتقالة وبرتقالة وبرتقالة كم يصبح عدد البرتقال معك؟أجاب الطفل ثلاث برتقالات، فتشجعت المعلمة وسألت الطالب من جديد عن التفاح فأجاب مجدداً أربع تفاحات!!عندها صرخت بوجهه ولكن ما الفرق، أجاب الطفل بصوت خائف وخافت لأني أحمل واحدة معي في الحقيبة.العبرة والسبب من سرد هذه القصة البسيطة هي عندما يعطيك أحدهم إجابة تختلف عن توقعاتك فلا تحكم عليها بأنها إجابة خاطئة، ربما كانت هناك زاوية لم تأخذها بعين الاعتبار، يجب عليك أن تصغي جيداً كي تفهم وألا تصغي وأنت تحمل فكرة أو انطباعا معدا مسبقاً، ولا تحكم على الآخرين من زاويتك أنت فقط، وسع مداركك وانظر إلى كل الزوايا والمعطيات قبل أن تطلق رأيك ووجهة نظرك في أي موضوع.صوت: —تأن ولا تعجل بلومك صاحباً، لعل له عذرا وأنت تلوم.