20 سبتمبر 2025
تسجيلالذكر منشور الولاية الذي من أعطيه اتصل ومن حرم منه عزل ، هو قوت قلوب الموحدين الذي متى فارقها صارت الأجساد قبورا ، وعمارة ديارهم إذا تعطلت عنه صارت بوارا ، هو سلاحهم الذي يقاتلون به قطاع طريق الدنيا والآخرة ، وماؤهم الذي يطفئون به لهيب الحريق ودواء سقامهم الذي متى فارقهم انتكست منهم القلوب والسبب الواصل بينهم وبين علام الغيوب . به يستدفعون الآفات ، ويستكشفون الكربات وتهون عليهم المصيبات إذا نزلت بهم النوازل فإليه مفزعهم وهو جنتهم التي فيها يتقلبون. وهو من أشرف العبادات وأنفس ما يجري على اللسان من كلمات، وأزكى ما يمر بالخاطر من صور وما يثبت في القلوب من معان . والذكر عبودية القلب واللسان وهي غير مؤقتة ؛ بل يذكرون معبودهم وخالقهم ورازقهم ومحبوبهم في كل حال وفي جميع الأحوال ،ويكفيهم فخرا أن الله سبحانه يباهي بهم أهل السماء من الملائكة الكرام وينزل عليهم سكينة ويذكرهم في الملأ الأعلى عنده " ما جلس قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده " وفي صحيح مسلم أن الله يباهي بكم الملائكة: وهو أفضل الأعمال كما جاء في النصيحة النبوية" أن تفارق الدنيا ولسانك رطب بذكر الله " لذلك كان رياض الجنة: إذا رأيتم رياض الجنة فارتعوا قيل وما رياض الجنة قال حلق الذكر وهو كذلك غراس الجنة( سبحان الله" والحمد لله" ولا إله إلا الله" والله أكبر) والذِّكْر أنواع فكل عمل يبتغى به وجه الله هو ذكر فينبغي أن يتوسل بالذكر ليتحول إلى الأعمال العظيمة التي رسمها الشارع الحكيم وناط بها كيان الفرد والجماعة. ويدخل في ذكر الله عز في علاه الثناء عليه بما هو أهله وتنزيهه عما لا يليق به ، والذكر يعني طرد الغفلة عن القلب فأنت ذاكر وإن سكتَّ. وأفضل أنواع الذكر القرآن الكريم ثم لا إله إلا الله ثم الثناء على الله عز في علاه ثم أنواع الأدعيه ، وهو على ثلاثة أحوال : ذكر باللسان مع حضور القلب وهو الأصل و الأكمل وهو أعلاها، وذكر بالقلب وحده وهو في الدرجة الثانية وذكر باللسان وحده وهو يأتي في المرتبة الثالثة وذكر العبد ربه محفوف بذكْرين من الله عز وجل، ذكر قبل الذكر حين ذكرك المولى عز وجل به فذكرته ؛ وفيه صار العبد ذاكرا لمولاه سبحانه وتعالى ، وذكر بعدله وفضله حيث صارالعبد مذكورا عنده (فاذكروني أذكركم) فأكرم الخلق على الله من لا يزال لسانه رطبا بذكر الله لأن الله عز وجل قال : ( يا أيها الذين آمنو اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا) ولهذا جاء في صفات المحبين لله عز وجل فقال :( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ...)هؤلاء هم الذين يذكرون الله على كل حال من الرجال والنساء لذلك قال فى حقهم (الذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) هولاء هم أنفسهم الذين يذكرون الله فى الصلاة ( وأقم الصلاة لذكري) وعند ختم الأعمال الصالحة .... (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) .وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين