17 سبتمبر 2025
تسجيلرغم كل السلبيات التي واجهت بطولة كأس العرب للأمم بنسختها التاسعة والتي تختتم اليوم الجمعة بإقامة المباراة النهائية ما بين المغرب وليبيا من حيث إقامة البطولة في وقت متضارب مع كأس أمم أوروبا التي اختتمت منذ أيام قليلة من الآن بالإضافة إلى العزوف الجماهيري للمباريات في غالبيتها إلا أن البطولة التي أقيمت في مدينتي جدة والطائف السعوديتين أعادت الحياة من جديد إلى البطولات العربية بعد أن تم توقيفها لمدة عقد كامل من الزمن. فرغم إيجابية إقامة بطولة كأس العرب بهدفها النبيل والسامي لزيادة التلاحم ما بين الشباب العربي من المحيط إلى الخليج وتقريب الشعوب العربية ما بين بعضها البعض بحكم ما يجمعها من دين ولغة وتاريخ واحد، إلا أنه مع الأسف عرفت كأس العرب الكثير من عدم الانتظام في التنظيم رغم إنشائها قبل خمسة عقود تقريبا من الآن وبالتحديد عام 1963 عندما أقيمت أول نسخة في العاصمة اللبنانية بيروت ليتوج المنتخب التونسي وقتها بأول لقب عربي قبل أن تفوز به العراق في أربع مرات متتالية لتأتي من بعدها مصر وتفوز باللقب السادس عام 1992 في سوريا وليأتي الدور بعد ذلك على المنتخب السعودي الذي أحرز اللقب في آخر بطولتين، لتكون النسخة التاسعة لعام 2012 الحالية هي النسخة التي ستخرج بطلا جديدا سيكون خامس دولة تحقق اللقب العربي بعد العراق، السعودية، مصر وتونس. لذلك ستسعى كل من المغرب وليبيا مساء اليوم إلى تسجيل اسمهما في سجلات أبطال العرب حيث سيخوض المنتخب المغربي أول مباراة نهائية بتاريخه على الصعيد العربي وبمشاركته الثالثة فقط بعد أن خرج من الدور الأول في النسخة السابعة عام 1998 في الدوحة ووصل إلى الدور نصف النهائي في البطولة الأخيرة عام 2002 في الكويت، ويبقى اللقب العربي هو اللقب الوحيد الذي لم يدخل إلى خزائن الكرة المغربية الثرية بإنجازاتها حينما تأهلت إلى نهائيات كأس العالم في أربع مناسبات وفازت بلقب كأس أمم إفريقيا مرة واحدة عام 1976، ويطمح مدرب " أسود الأطلسي " البلجيكي إيريك غيرتس العودة إلى الرباط حاملا معه اللقب العربي معتمدا على مجموعة من اللاعبين تلعب جميعها في الأندية المحلية في المغرب وقد يستعين ربما ببعضها في المباريات القادمة للمنتخب المغربي الأول في تصفيات كأس أمم إفريقيا لجنوب إفريقيا عام 2013 أو في تصفيات كأس العالم للبرازيل عام 2014. من جانب آخر ستسعى ليبيا جاهدة لإحراز أول لقب خارجي بتاريخ أحفاد عمر المختار وخصوصا أن الكرة الليبية تعيش انتفاضة حقيقية بعد ثورة 17 فبراير حينما تأهل المنتخب الليبي إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا في الغابون وغينيا الاستوائية وسط ظروف صعبة خلال مشواره في التصفيات وتوقف الحياة الكروية على الصعيد المحلي قبل أن يتألق من جديد الليبيون في تصفيات مونديال البرازيل 2014 حيث يتصدرون المجموعة التاسعة إلى الآن بعد التعادل أمام توجو خارج أرضهم والفوز على العملاق الكاميروني ب 2/1.. عموما وبعيدا عمن سيتوج مساء اليوم باللقب العربي، تبقى إعادة الحياة من جديد لكأس العرب بالإضافة إلى البطولات العربية الأخرى ككأس العرب للشباب، كأس العرب للناشئين الجاريتين الآن في كل من الأردن وتونس بالإضافة إلى إعادة إقامة بطولة الأندية العربية بعد توقفها لأربعة مواسم متتالية هو عامل إيجابي بحد ذاته ويزيد من التلاحم والتوحد العربي من جديد...