23 سبتمبر 2025
تسجيلدراسة للدكتور أحمد زايد استاذ علم الاجتماع (1991) بعنوان "الاستهلاك في المجتمع القطري "انماطه وثقافته " حيث أجريت الدراسة على المجتمع القطري، وتعد بالفعل دراسة رائدة ونموذجا لدراسات الاستهلاك، حيث طرحت التراث النظري في دراسة الاستهلاك والملامح العامة للاطار الاستهلاكي، وتناولت الاستهلاك كموضوع قائم بذاته، كما تعرضت إلى الاستهلاك العادي، والاستهلاك غير العادي، ورمزية الاستهلاك، والاستهلاك كأسلوب للحياة، وأهم العوامل المؤثرة في العملية الاستهلاكية وضبط وترشيد الاستهلاك، وترى الدراسة أن انتشار الثقافة الاستهلاكية بين الافراد الذين لا يستطيعون تحقيق متطلباتهم تخلق لديهم إحساسا بعدم الوجود في العالم الذي يدفعهم إلى الاستهلاك بشكل مخل، إذا توافرت لديهم الإمكانية فالمزيد من الاستهلاك الترفي في هذه الحالة يخلق لديهم الألفة بالعالم، ويزيح عن أنفسهم الإحساس بأنهم لا شيء ويشعرهم بأن لهم وجودا مثل الآخرين. هنا أقول: إن علاقة الاستهلاك بالوجود علاقة غير سوية، لا يمكن ان يكون الاستهلاك معياراً لدرجة أو مرتبة الوجود الانساني, حيث إنه امتداد أو أثر لهذا الوجود اذا كان مقدار استهلاكك يقدر بمقدار وجودك فنحن امام مجتمع ينتحر، المفترض ان يكون الانجاز وليس الاستهلاك هو ما يحقق لك الوجود الاصيل بشرط ان يدعم المجتمع هذا التوجه لدى الفرد، اما اذا كان المجتمع يعتبر ان الاستهلاك معياراً للقيمة وللوجود عندئذ يصبح الوجود وجوداً زائفًا، وهو ما يمكن ملاحظته في مجتمعاتنا الخليجية بصورة عامة ومجتمعنا على وجه الخصوص ليس على المستوى المادي بل على المستوى المعنوي كذلك فصناعة الرموز، مثلاً ليست سوى انتاج لسلع تتحول من دلالاتها المادية إلى دلالات رمزية معنوية، والتسابق في الاستهلاك كذلك على الرغم من الفارق في الدخول والامكانيات الاقتصادية هرباً من تصنيف المجتمع لجوءً وبحثاً عن مكان آمن للشعور بالوجود ليس إلا مجتمعاً لم يحقق ذاته بعد.