20 سبتمبر 2025
تسجيليجري الهامور اتصالا هاتفيا مع البالول (الهامور والبالول هي أسماء شعبية لأنواع من الأسماك)، يقول الهامور "مرحبا بوفلان شلونك"، يجيب البالول "احمر" يضحك الهامور على دعابة البالول ثم يقول "ما تخلي غشمرتك يابوفلان"، يرد البالول بضحكة بالولية يهتز صدره وكرشه منها ويقول "لازم حبيبي نضحك ونستانس شوي"، يرد الهامور "زين خل عنك هلسوالف، اشوفك سويتها (أي فعلتها)"، يقول البالول "بل بل (أسلوب تعجب) ما ينخش عنكم شي (خشَ يخش فهو مخشوش أي مخبئ في اللهجة العامية والمعنى العام لا يخفى عنكم أي أمر)، مسرع ما انتشرت العلوم" يرد الهامور "حبيبي ما فيه شي ينخش علينا ندري بكل شي، بس قولي ليش ما صبرت شوي واستعجلت"، يجيب البالول "شسوي هم حدوني (أي اضطروني لذلك)، وخلني اعور روسهم والعوزهم شوي (أي ازعجهم او اضايقهم قليلا)"، يقول الهامور لصديقة البالول "لا تخربط علي محد حدك ولا شي، هالسوالف مشها على اللي ما يعرفك، الا قول لعبت بفلوس المشروع واخذت شغل اكبر من طاقتك وتوهقت وكالعادة ما دفعت للعمال فلوسهم بالقصد وانت تعرف ليش وشحقه (اي لماذا وبسبب ماذا)"، يرد البالول "عيل يوم انك تدري ليش تسألني، كل يوم يمر والفلوس في البنك فيها فايدة لي، خلها تتكاثر الله يبارك فيها ليش العجلة، ترى يا اخوك العجلة من الشيطان" يضحك الهامور ويقول "الله يغربل ابليسك ضحكتني بس انا اسألك ابغي اتأكد انك تدري لأننا متفقين الان الدور على بوفلتان يسوي هل الحركة (بوفلتان هو احد الهوامير)، وهو للحين ما درى ويا ويلك منه" يصمت البالول قليلا ثم يقول "ما عليك لدرى بيزعل وبيتصل فيني وبضبطه في مشروع حلج اللوهه (حلج تعني فم واللوهه اسم طائر بحري) انا ادري ان عينه عليه" يرد الهامور مستعجبا "مشروع حلج اللوهه هذا مب رسى عطاه على شركة الضب المنسدح انت شدخلك فيهم" يضحك البالول قليلا ثم يقول "والضب المنسدح حق من الله يهداك هذي باسم خال العيال اسميا وفعليا تحت تصرفي وبضبط بوفلتان بالمشروع بالباطن" يرد الهامور "والله انك منت بهين المهم انت تدري ان الجماعة ما راح يقصرون وبينزلون لك دفعة وانت تدري انك ما تستحقها علشان بس يهدون الموضوع فإذا خلصوك ونزلوا لك الفلوس خلص الناس لاني بعد شهرين بسوي الحركة علشان استعجل الدفعة" قال البالول "ايه هذي الغمنده (هذا هو السر) انت تخطط لنفسك صج انك هامور". وختاما أقول: ليس مستغربا أن يثور ويغضب من سخر ليلا ونهارا في اعمال شاقة يُصلى تحت اشعة الشمس الحارقة ويستحمل عناء ومشقة العمل من اجل ان يكسب قوت يومه جريا وراء الرزق فقد خلف وراءه افواها جائعة وبطونا فارغة يسعى لتوفير العيشة الكريمة لهم، ثم يقع ضحية لجشع من يكنز الذهب والفضة ولا يشبع، غير مكترث بالمعاناة الانسانية التي يتكبدها هؤلاء الضعاف، وغير أبه بسمعة مجتمع الاعمال والاقتصاد بالدولة، والسؤال الجوهري الذي يطرح نفسه هنا، ماذا حدث بعد ان طالب هؤلاء بأبسط حقوقهم؟ لماذا تقف حقيقة الوقائع عند ثورانهم وتظاهرهم فقط ولا يكشف للرأي العام بقية تفاصيل هذه الحوادث؟ حتى يعرف المجتمع من المتسبب وما هو جزاؤه وليصبح عبرة لمن لا يعتبر. وأخيرا ماذا سيحدث لو تضاربت مصالح الهوامير هل سيكون المجتمع هو الضحية التالية؟.