27 أكتوبر 2025
تسجيلياللهول .. ما الذي انتاب كياننا الخليجي حتى يصل إلى هذه المرحلة من التردي والتراشق والسب والمؤامرات، ولماذا /قطر/ يصوب نحوها سهام الأشقاء في تواطؤ مشهود مع الأعداء الذين كنا نوجه سهام رماحنا مجتمعة نحو صدورهم لإدراكنا أنهم يكيدون لنا ولإنجازاتنا بالشر . المتأمل في أحوال مجتمعنا الخليجي يتابع هذه الأيام تصاعد التوترات عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة ويتابع على وسائل التواصل الاجتماعي بأم رأسه تراشقات وفضائح أخلاقية ضد /قطر/ وضد بعضنا البعض، هذه التراشقات لها أسبابها الأخلاقية قبل الاجتماعية، وعمدة القضاء على هذه الظاهرة السيئة وهذا الانفلات الأخلاقي في الشارع الخليجي هو تطبيق الحديث القوي المفعول // المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده// . إن ما طيرته الأنباء المضادة من مؤامرات السموم المنبعثة نابعة من مصادر نتنة هي شرذمة قليلة من تجار شنط الإعلام المسيس، فأصبح الأذى والإيذاء هو طريق الحوار بينهم يرعاهم في ذلك الشيطان وهنا يتضح قبح إيذاء المؤمن وهو أمر عدّه الفقهاء من كبائر الذنوب قال تعالى (والَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) . التمس العذر من قرائنا الأعزاء ألا أخوض مع الخائضين في سفائف الإعلام المسيس وأن أنأى بنفسي عن مقارعة السفلة حرمة للشهر الكريم، ولكن ما نشاهده ونتابعه هذه الأيام وصل لحد الأذى وهو ما يتطلب التحذير منه، فكف الأذى هو سر السلام الاجتماعي، والإسلام نادى بحق الإنسان في الحياة وكفل له الحرية التي تقوم على أساس عدم الإضرار بحريات الآخرين وإلا تضاربت الحقوق، وتصادمت الحريات ولا مناص حينئذ أن تحكم الأفراد والجماعات بشريعة الغاب، وشريعة الفوضى التي يتسلط فيها الأقوياء على الضعفاء . نأمل من العقلاء من أبناء الأمة الإسراع في وقف هذه المهاترات وكف الأذى عن المؤمنين في هذا الشهر الفضيل وعدم التمادي بالانسياق وراء الشرذمة التي لا تضمر سوى الخراب لمجتمعنا الخليجي المتماسك، وعلينا أن ندعو إلى الأخلاق الحميدة والعادات الخلقيّة الرّاقية الّتي دعا إليها الدّين والعديد من الأمور الأخرى الّتي تجعل من شخصيّتنا العربية شخصيّة راقية جذّابة، ومن هذه الأمور كف الأذى عن النّاس . إيذاء المسلم ومكايدته وإلحاق الشر به واتهامه بالباطل ورميه بالزور والبهتان، وتحقيره وتصغيره وتعييره، وسبه وشتمه وطعنه ولعنه وتهديده وترويعه، وابتزازه وتتبع عورته ونشر هفوته وإرادة إسقاطه، وإيصال الأذى إليه بأي وجه ظلم وجرم وعدوان، هذه الأمور لا يفعلها إلا دنيء مهين لئيم وضيع ذميم، قد شحن جوفه بالضغناء والبغضاء وأفعم صدره بالكراهية والعداء، فتنفش للمجابهة وتشمر للمشاحنة، ينصب الشرك ويبري سهام الحتف، دأبه أن يحزن أخاه ويؤذيه وهمه أن يهلكه ويرديه، وكفى بذلك إثماً وحوباً وفسوقاً . في خضم الانفلات الذي تشهده فضاءات الخليج المتكهربة نحتاج إلى أن نذكر من جديد بقبسات النور الإلهي لكي تضبط النفس ويكظم الغيظ ونستشهد بقوله تعالى (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن، إن الشيطان ينزغ بينهم، إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبينا) صدق الله العظيم كفو الأذى واستعينوا بالصبر فمن الناس من لا يمكن أن يكون عنده مبادرة إيجابية ليبادر بالخير والعمل، فعلى الأقل أنه يكف شره عن الناس. وسلامتكم