18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في المواقف والأحداث تظهر معادن الرجال ، فيُعرف الصديق من العدو ، وصاحب المبدأ من صاحب المصلحة ، ويُعرف صاحب الوجهين ، ويتضح من تتطابق أفعاله مع أقواله أو العكس .يظهر في الأحداث من يحرص على جمع الكلمة ، ومن يسعى لإشعال نار الفتنة ويغذيها .إنها الأحداث التي تكشف الحسن من السيء ، والطيب من الخبيث وصدق الله تعالى " ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب " .في الأزمة الخليجية الحالية التي أعقبت اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية ، وما صاحبه من تلفيق تصريحات منسوبة لسمو الشيخ " تميم بن حمد " أمير دولة قطر الشقيقة ، ظهرت لنا معادن الناس وخاصة بعض الرموز الدينية والسياسية والإعلامية ، فمنهم من كان كالذهب الخالص الذي لا تزيده الأحداث والفتن إلا صفاء ونقاء ، من أمثال من صدّقوا الرواية الرسمية القطرية حول موضوع الاختراق ، وأكّدوا حرص قطر على وحدة الصف الخليجي ، وبيّنوا تمسكها بحسن العلاقة مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ، والتضحية من أجل سلامة أراضيها ، بدلالة تواجد ثلة من جنود الجيش القطري المرابطين على أرض المملكة لحماية حدودها من الحوثيين والأطماع الخارجية .هذه الشخصيات كسبت احترام الناس وتقديرهم لثباتها على المبدأ ، وعدم انجرارها وراء الدعايات المغرضة والمضلّلة ، وبعضهم تحمل الأذى المتمثل باتهامهم بخيانة بلادهم وعدم ولائهم لها - بسبب موقفهم المبدئي - إلا أنهم وقفوا مع الحق ودافعوا عن أشقائهم في قطر لأنهم رأوا أن الحق معهم .وفي المقابل اكتشفنا أنهم هناك أقوام كأعجاز نخل خاوية " إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خُشُب مُسنّدة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنّى يؤفكون " .يتلوّنون كالحرباء ، يميلون حيث تميل مصالحهم لا مبادئهم ، لدرجة أنهم أصبحوا يحملون آراء من يمكر ببلادهم ، بعد أن لمع لهم بريق "الدراهم " !!هؤلاء الذين يُصدّقون حادثة اختراق وكالة الأنباء القطرية ، برغم النفي الرسمي لها ، ويقومون بمهاجمتها ، ويصمتون عن فضائح اختراق إيميل أحد سفراء الخليج في أمريكا - والذي فيه المكر ببلادهم - مع التأكيد الرسمي لتلك الدولة لحادث اختراق إيميل سفيرها !!وهناك فئة قد أعمت العصبية الجاهلية أعينها ، فصار شعارها شعار الشاعر الجاهلي :وما أنا إلا من غَزِيّةَ إن غَوَتْ .. غَوَيتُ وإنْ تَرْشُدْ غَزِيّةُ أَرْشُدِ !!!فأين الدين وأين التوحيد وأين الاقتداء بهدي الرسول صلّى الله عليه وسلم ، وسيرة السلف الصالح !!الأزمة والخلافات الخليجية الحالية ستنتهي بإذن الله تعالى كما انتهت سابقتها ، بعون من الله تعالى أولا ثم بحكمة المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي ، والذين يدركون أنهم لا مفر من وحدة الخليج وتماسك أبنائه ، كي يبقى صامدا أمام التهديدات والأخطار الداخلية والخارجية .وسيسجل التاريخ من ثبتوا على المباديء ومن سقطوا بجدارة .