18 سبتمبر 2025

تسجيل

حصار الدوحة .. رفعت الأقلام وجفت الصحف !!

12 يونيو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); برغم الألم الذي سببته مقاطعة بعض دول الخليج لقطر ، وشبه محاصرتها من خلال إغلاق تلك الدول للمجال الجوي والبري والبحري .وما تبع ذلك من تضييق على الناس في معاشهم ، وقطع للأرحام بسبب العلاقات الاجتماعية التي تربط ما بين المواطن القطري وإخوانه وأرحامه في الدول الخليجية الأخرى .وبرغم ما سببته المقاطعة والحصار من زيادة في الشرخ بين أبناء الخليج والأمة الإسلامية .برغم ذلك كله نقول للإخوة الأشقاء في قطر " وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم " .فرُب ضارةٍ نافعة ، وقد تأتي مع المِحَن المِنَح ، والعطايا مع الرزايا ، ويكون الأمل مع شدة الألم .لقد كشفت هذه الأحداث الصديق من العدو ، وصاحب المبدأ من صاحب المصلحة ، وكما قيل : جزى الله الشدائد كلّ خير .. وإن كانت تُغصِّصُني بريقي وما شُكري لها حمداً ولكن .. عرفت بها عدُوّي من صديقي أحيانا يحتاج الإنسان إلى بعض الشدائد حتى ينتبه لخطورة الخلاف الداخلي ، وأهمية تآلف القلوب وحل النزاعات إن وجدت ، لذلك وجدنا زيادة في التلاحم بين أبناء الوطن بعد هذه الشدة .لقد أستنهضت هذه الأزمة روح الوطنية ، وصدق الولاء للأوطان ، وإرخاص كل ثمين لأجله .ميّزت هذه الشدة معادن الناس فعُرِف الطيب من الخبيث ، والصادق من الكاذب ، والأمين من الخائن .أعتقد أن هذه الأزمة التي تعرض لها الأشقاء في قطر دفعت إلى مزيد من التقرب إلى الله ، وصدق التوجه إليه ، ليقينهم بأن النفع والضر إنما هو بيد الله تعالى " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " .وكما قال صلى الله عليه وسلم " واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف " .لقد اتضح من خلال الخلاف الخليجي والمقاطعة ، أصناف الناس ، صنف الخيّرين من حكومات وشعوب ممن سعوا في إصلاح ذات البين وطالبوا بحل الخلافات بأسرع وقت ، وصنف الأشرار الذين يصبّون الزيت على النار من أجل زيادة اشتعالها .وبصفتي مواطنا كويتيا افتخر بدور الوساطة الذي يقوم به سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد ، من أجل إصلاح ذات البين ، وحل الخلافات بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي .ندعو الله تعالى أن تتآلف القلوب ،وتجتمع الكلمة ، وينصلح الحال بين الأشقاء ، وينتهي الخلاف الذي لا يفرح به إلا كل عدو متربص أو شخص في قلبه مرض . ونسأل الله تعالى ألَّا يأتي عيد الفطر إلا وقد حُلّت كل الخلافات ليكون العيد - عند أهل الخليج وعامة المسلمين - عيدين .