12 نوفمبر 2025

تسجيل

ابنُ مضاء الفقيهُ اللغويُّ الثائرُ

05 يونيو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم تكن الدعوة إلى تيسير النحو للطلاب والناشئة وتخليصه مما التصق به من أعلاق الفلسفة والمنطق وليدة العصر الحديث، بل كان أول من جاهر بها قد مضى عليه ما يقارب الألف عام.إنه عالم العربية المحدث الثقة، المقرئ، المفسر، العارف بالفقه وأصوله وبالطب والهندسة والحساب.أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن سعيد بن حريث بن عاصم بن مضاء اللخمي القرطبي، أبو العباس. مولده كان بقرطبة عام 513 هـ. ولي القضاء بفاس وبجاية، ثم بمراكش سنة 578 هـ. وصرف عن القضاء، فعاد إلى أشبيلية وأقام بها يسمع الحديث إلى أن مات عام 592هـ.نشأ ابن مضاء في بيت حسب وشرف منقطعًا إلى العلموالعلماء، معنيًا أشد العناية بلقاء أساتذة عصره، فارتحل إلى إشبيلية حيث ابن الرماك، ليدرس عليه كتاب سيبويه، ثم هاجر في طلب الحديث إلى سبتة حيث القاضي عياض، أشهر محدثي المغرب وفقهائه في عصره، ولم يزل يُعنى بالحديث حتى صار رُحْلة في الرواية. قال ابن فرحون: «كان واسع الرواية ضابطاً لما يحدث به». ولم يكتف ابن مضاء بالعلوم اللغوية والدينية، إذ كان عارفاً بالطب والحساب والهندسة وشاعرًا بارعًا كاتبًا. وانتهى المطاف به أن أصبح حجة في الفقه الظاهري، وهو مذهب الموحدين الذين حكموا المغرب والأندلس (541 — 668هـ) فولوه قضاء فاسو بجاية، ثم ما لبث الأمير يوسف بن عبد المؤمن أن جعله قاضي الجماعة في الدولة كلها إلى أن توفي. أما أشهر تلاميذه فهو أبو على عمر بن محمد الشلوبين.وكان طبيعياً أن يحمل ابن مضاء حملة الموحدين على أصحاب المذاهب الفقهية الأربعة لما ملأوا به كتبهم من فروع، وحملوا الناس في دولتهم على المذهب الظاهري الذي يرفض القياس وما يتصل به من علل، ويكتفي بالظاهر من القرآن والحديث. وقد استلهم ابن مضاء هذه الثورة لا في حمله على الفقه والفقهاء فحسب، بل في حَمله على النحو والنحاة من حوله، وذلك أنه وجد الأبحاث النحوية كأبحاث الفقه تتضخم بتقديرات وتأويلات وتعليلات وأقيسة وشُعب وفروع وآراء لا حصر لها ولا غناء حقيقي في تتبعها.من مصنفات الشيخ التي حملت فكره الثوري والتي ذكرها من ترجم له:(المشرق في النحو)، و (تنزيه القرآن عما لا يليق بالبيان)، و (الرد على النحاة). وهذا الأخير هو الذي انتهى إلينا من آثاره. ولم تقع أعين الباحثين على الأول والثاني إلى اليوم.