27 أكتوبر 2025
تسجيلوسائل التواصل الاجتماعي أو السوشيال ميديا من احدث التطورات على الانترنت، ويشير العديد من المختصين في علم الانترنت الى ان الاعلام الاجتماعي يمثل قفزة كبيرة للتواصل من خلال الشبكة العنكبوتية بشكل تفاعلي أكبر من السابق بكثير عندما كان التواصل محدودا بمشاركة كميات قليلة جدا من المعلومات وسيطرة أكبر من مديري البيانات. لم يكن يتخيل أحد أن السوشيال ميديا تتحول الى سلطة خامسة بل من الممكن أن تتفوق على السلطات الأربع مجتمعة لتتحكم في سلطات بعض الدول سواء كانت السلطة التنفيذية أو التشريعية، والمتابع لمواقع التواصل الاجتماعي يدرك جيدا أنها أصبحت ذات تأثير كبير على الساحة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وبات المغردون أشبه بصناع قرار يؤثرون في الرأي العام بتغريداتهم فيحولون القضايا الى رأي عام ويتحكمون في مقاليد عالمهم الافتراضي ويدافعون عن أبرياء ويصدرون أحكاما وفي بعض الدول اصبحت السلطات القضائية والتنفيذية تتبع السوشيال ميديا وبات هذا العالم الافتراضي رقيبا على كل ما يدور في المجتمع.في عصرنا المتسارع هذا لا يمكن اخفاء الدور المهم للاعلام فيما يجري على كل الاصعدة في اي بقعة متوترة من العالم ، خصوصا في المنطقة العربية، ولاننا شعوب عاطفية نتعامل مع التقارير والمشاهد المصورة وفق عاطفة الانسان ولا نتعمق في تفسيرات ما يعرض وربما الاغلب لا يدقق فيما يعرض من ريبورتاجات ومقاطع وتسريبات اعلامية.هذا الأمر يعيدنا الى النقطة الأبرز، الى تلك اللعبة اللعينة في الاعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي في التعتيم والتضخيم، واعطاء الصبغة الانسانية والمروءة ان استدعت الحاجة، والحدث السوري والعراقي شكل وما زال مختبراً دقيقاً، لكل الممارسات الاعلامية التي تتصدرها السياسة والمصلحة الخاصة في لحظة معينة، وتستطيع مجموعة بسيطة من الأفراد على الشبكة العنكبوتية، تجييش رأي عام بكامله من خلال عمليات الضخّ المستمرة على قضية معينة.ويبرز في مواقع الاحداث عدد من المحطات العربية ومواقع التواصل الاجتماعي بالاضافة للاعلام الغربي الذي يخاطب العرب في دول المهجر، التي تجير الاخبار وتلونها حسب الاهواء، هذه المحطات والمواقع تتعامل مع الخبر في المواقع الساخنة كالعراق وسوريا مثلا وفق توجيه خفي من صناع القرار وكأنها ممنهجة لتغيير مسار اللعبة ولفت انظار العالم العربي لشئ دون اخر من خلال الاخبار المضللة والمنشورات أو الحملات الافتراضية على الشبكة العنكبوتية وتلك المواقع، وبغض النظر عن صدقية ودقة المعلومات المتداولة في هذه الحملات ، فالأكيد أن اي قضية أو حادثة سرعان ما ترقى الى مستوى القداسة ويمنع المسّ بها أو حتى التشكيك في مصداقيتها.هذه اللعبة التي انجرّ اليها العديد من الناشطين، والاعلاميين وطبخها مختصون في الشأن الاعلامي والتسويقي، يبدو أنهم لم يسمعوا أو لم يريدوا السماع بما يحصل في دولتين عربيتين عظيمتين من مجازر مروعة، ولا التنديد بكل ما حصل ويحصل من تنكيل، وان وضعنا فرضية ألا مصلحة لهذا الذي يحصل اليوم لهذين البلدين العزيزين ، فنرى في المقابل أنّ الاعلام الذي يهمه سياسياً واستراتيجياً فضح هذه الممارسات الارهابية هو أيضاً ضعيف هشّ ولا يملك أدوات اعلامية قوية تستطيع المواجهة وتعرية ما يحدث في العراق وسوريا.هناك مهووسون بالشهرة يبثون مقاطع وصورا ربما تسيء للآخرين ولا يريدون من وراء ذلك الا زيادة أعداد متابعيهم.. الامر الخطير في عالم السوشيال ميديا انها اصبحت كيانا موازيا يعيش فيه شبابنا يستقون من خلاله معلوماتهم الموجهة.