30 أكتوبر 2025
تسجيلاعتاد البعض في هذه الحياة أن ينظر من خلال عدسة أو نظارة اختارها هو فقط، ينظر للحياة من زاوية خاصة وبأسلوب خاص، لا ضرر في هذا الأمر ولكن الضرر يكمن في أن يجبر الآخرين على أن ينظروا للعالم من زاويته هو، فإن لم تكن أنت في تلك الزاوية المفضلة لديه فستكون ممن يقع عليهم ظلمه!. يقول محمد بن سيرين "ظلمك لأخيك أن تذكر منه أسوأ مارأيت وتكتم خيره"، هل تمعنتم في هذه الجملة، تأملوها جيداً، فهي تتكرر كثيراً في حياتنا اليومية، بين الأسرة الواحدة، الأصدقاء، الزملاء، بين أفراد المجتمع أيضاً.فبيننا الكثير ممن يُحجم مساحة الخطأ وينسى المميزات بل ويعتبرها نسياً منسيا. لنوسع من مداركنا ونغير من نظرتنا، بل ولنقم بتعديل زاوية النظر لحياتنا ولمن حولنا قليلاً. سأذكر لكم مثالاً بسيطاً قد يحدث معنا كثيراً، عندما تتحاور مع أحدهم تذكر أن رأيك مجرد "رأي" بين كثير من الآراء المخلتفة، وأن فكرتك التي تبنيتها مجرد "فكرة" بين كثير من الأفكار المطروحة، ولاتنسى أنك في النهاية مجرد "شخص" يحرص الآخرون على السماع منه، فتوقف عند هذا الحد ولا تفرض عليهم وجهة نظرتك وزاويتك للأمور والأحداث من حولك. كن هيناً ليناً ودوداً، وقل رأيك بصراحة وصدق ولا تخف، واترك للآخرين مساحة لقبول أو رفض ماتقول بكل أريحية، ابتسم ولا تشعره للحظة أن الصواب عندك والخطأ عنده، ولاتجبره على الانزواء في زاويتك الحادة التي تلغي بعدها كل زوايا الحياة المتنوعة الأطياف والمتعددة الأفكار، بل بإمكانك من خلال هذا الحوار وغيره أن تصل إلى أن كلاكما على حق من زاويته هو، وأن كل إنسان يمتلك فكرا ورؤية مختلفة، وأطلب منه في المقابل أن يريك الأمور من الزاوية التي يراها هو لتكتمل الصورة بعد ذلك للطرفين. ودمتم سالمين!