12 سبتمبر 2025
تسجيلعندما دُعيت من قِبل الفنان التشكيلي علي دسمال الكواري لحضور حفل افتتاح المعرض الختامي لورشة "سنة الطبعة"، وهو أمر صعب علينا جميعا نحن الدارسين لتاريخ وتراث الخليج خصوصا، وهي الحادثة التي حدثت في الخليج العربي عام 1925، وأعمال المعرض سوف تشكل رؤية كل فنان مشارك في الورشة لتلك الحادثة، وقبل أن أصل إلى مقر الجمعية القطرية للفنون التشكيلية بكتارا كانت تجول بخاطري أفكارا حول الكيفية التي سيعالج بها هؤلاء الفنانون هذه الحادثة المؤلمة وأغلبهم من جيل الشبابـ فكثيرون يجهلون -إن لم يكن جلهم- ولا يعرفون شيئا عن هذه الحادثة، لكن من الواضح أن الفنان علي دسمال استطاع أيضا فكرة الحادثة حتى إنهم أبدعوا في أعمالهم الفنية كل حسب رؤيته ومدرسته التي يمارسها، ولعلمي المسبق بأن تغطية كامل القصص والأحداث التي رافقت حدوث هذه العاصفة أمر شبه مستحيل حيث إن توثيق هذه الحادثة لم يكن بالشكل الذي عليه نحن اليوم من أشكال التصوير لحظة حدوث الحدث وتناقله بشكل سريع وبجميع الطرق ووسائل التواصل الاجتماعي. وأذكر أنه خلال عملي بمركز التراث الشعبي تم جمع مادة كبيرة عن هذه الحادثة وهي جميعها كانت من مصادر الروايات الشفهية من بعض كبار السن الذين أدركوا هذه الحادثة، ومنهم من لم يدركوها بل نقلوها عن آبائهم. فقد حدثت طبعات كثيرة في الخليج العربي منها طبعة "أهل الكويت" والتي حدثت عام 1871م، وقد غرق فيها عدد كبير من سفن الكويتيين بسبب طوفان كبير حدث في طريق عودتهم بين الهند ومسقط، ولم يسلم من ذلك إلا النادر من السفن، وكان مكان حدوثها في بحر العرب قبل دخول السفن مضيق هرمز المؤدي إلى الخليج العربي. وقد حدثت طبعة أخرى في الخليج العربي وذلك عام 1910م وأيضًا عام 1916م وكذلك طبعة حدثت عام 1925م وهي الأكثر ضررًا، أما ما قبلها وبعدها فلم يكن بكثرة أضرارها وما وقع من وفيات يقال إنه وصل إلى 8 آلاف حالة في دقائق.من هنا أتمنى أن تسوق الجمعية القطرية للفنون التشكيلية هذا المعرض، ليس فقط في قطر وإنما خارجها، سواء في دول الخليج أو دول العالم، حتى يتعرف الجميع على هذه السنة الحزينة وكيف عبر عنها الفنانون.. فهل تفعل؟