15 سبتمبر 2025

تسجيل

الطاقة البديلة.. محفزات وتجارب ناجحة

05 يونيو 2016

مع اشتداد حرارة الأرض، وارتفاع وتيرة الكوارث الطبيعية، أبرزها استمرار اشتعال حرائق الغابات في ألبرتا بكندا، والعواصف الرملية والغبار في منطقة الخليج والفيضانات في آسيا، وذوبان الثلوج في المنطقة القطبية، ومع كل تلك الأحداث تسارع دول العالم الخطى لإيجاد حلول مجدية للتقلب المناخي، خاصة مع بدء فصل الصيف. ويعكف خبراء على دراسة إمكانية توظيف التغير المناخي في إنتاج طاقة بديلة، تستند إلى مخزون وافر من المكونات الطبيعية مثل الاحترار والعواصف والغبار والأمواج والإشعاع الشمسي.وفي الوقت الذي يشهد فيه عالمنا صراعات حول الطاقة مثل الغاز والنفط والغاز الصخري وعوادم ثاني أكسيد الكربون، فإن دول عدة تدرس التحول من الطاقة غير المتجددة إلى الطاقة البديلة، لكونها أكثر أمانًا وأقل كلفة، وتجدد نفسها بنفسها. في تعريف موجز للطاقة البديلة فإنها مصادر طبيعية كونية يتم استغلالها والاستفادة منها في إنتاج الكهرباء والماء وفي تيسير معيشة السكان، وسميت البديلة لأنه يعاد تدويرها والاستفادة منها، وهي بديل آمن نظيف من الطاقة الحالية.ويدرس خبراء الصناعة كيفية بناء مشاريع مجدية من الطاقة البديلة، فقد شرعت دول عديدة في تأسيس بنية تحتية لها، مثل دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفي منطقة الشرق الأوسط الدوحة ودبي والرياض.ولعل الأهم دراسة قيام مشروعات تعنى بعمليات انتقال الطاقة وتحولها من الطاقة الحالية إلى الطاقة المتجددة، مثل مشروعات الخدمات والتقنية وبناء المرايا والأسطح التي تمتص إشعاع الشمس والتمديدات الكهربية والمائية والمساحات الخضراء التي تبنى في محيط مدن الطاقة.كما يدرس ذوو الاختصاص كيفية الاستثمار الآمن في تلك الطاقة، لكونها مجالا رحبا للاتفاقات والتعاقدات، خاصة مع تذبذب أسعار الطاقة الذي أثر كثيرًا على كافة القطاعات، حيث من المتوقع أن يصل حجم سوق الطاقة الشمسية في العالم قرابة ١٣٤ مليار دولار بحلول ٢٠٢٠.وقد دفع الوضع الراهن للأسواق وتراجع أداء الكثير من المؤسسات، إلى التفكير بعمق في كيفية خلق قاعدة صلبة من مشروعات الطاقة البديلة، استنادا إلى تجارب ناجحة في دول قطعت مسيرة طويلة في صناعة الطاقة البديلة، فمثلا البرازيل تنتج ٨٥٪ من الكهرباء عن طريق الطاقة البديلة، وأبوظبي تنتج ٥٢٪ من الطاقة الكهربائية بتلك الوسائل، والدنمارك تنتج أكثر من ٩٠٪ من تلك الطاقة عن طريق طاقة الطواحين الهوائية، وتزمع الدوحة إنشاء مدينة متكاملة بالطاقة النظيفة هي لوسيل، والصين أنتجت أكثر من ٤٠٪ من خلايا الطاقة الشمسية، واليابان من أكبر أسواق الألواح الشمسية في العالم، والشركات الفرنسية استثمرت أكثر من ٢ بليون يورو في تطبيقات الطاقة الكهروضوئية.في المنطقة العربية التي تزخر بمخزون وافر من الإشعاع الشمسي الذي يصل للأرض، فإنها مهيأة لبناء أرضية جيدة من الاستثمارات فيها، لاستغلالها في استخدامات الصناعة والإنتاج الزراعي والبيوت المحمية، ولعل أهمها الحفاظ على استدامة الطاقة.ورغم أن الوضع الواهن للشرق الأوسط مقلق بسبب الصراعات الساخنة، إلا أن عددا من الدول شرعت بالفعل في بناء مدن متناغمة مع الطاقة البديلة، ومنها أرست خطوات ممهدة، وأسسا لإجراءات وقوانين منظمة للاستثمار فيها.. وهي خطوات ضرورية محفزة للمبادرات.