19 سبتمبر 2025
تسجيلإحراز التميز الإيجابي المنافس، مشروط بالتفوق والتفرد في أداء المهام، ومستوى الانجاز، والتخلص من قيود التقليد السلبي والتبعية ، وكلما برهن الاشخاص او الجهات على اعتزازهم بثوابتهم ومنطلقاتهم الاخلاقية والاجتماعية اثناء طلب التميز، حازوا احترام الآخرين من حولهم، ونالوا اعجاب وتقدير الجمهور والطرف المنافس.. هذه مسلمات حضارية أممية ، والإعلام بوسائله المعاصرة مسؤول عن تحقيق هذا الهدف السامي، وخاصة إعلام الرؤية (التلفزيون).. وبما أن القائمين على تلفزيون قطر يعكفون حاليا على وضع لمساتهم لتنفيذ خارطته الرمضانية، فإننا نطالبهم بان تكون البرامج والمسلسلات والتقارير المصورة رمضانية فعلا، من حيث الشكل والمضمون.. وإلا فما التميز الذي ننشده ونحن نقلد غيرنا في عرض مسلسلات وافلام وبرامج تحوي مشاهد والفاظا وايحاءات تروج للمنكرات، وتغري على اتباع الشهوات وخطوات الشيطان في اقدس الشهور وأفضلها قدرا وخيرية؟! وكيف يدعي أحدنا ان هذا مخطط برامجي (رمضاني) بل ويماري بتقديم مفاجآت متميزة وغير مسبوقة، فأين التميز والسبق الذي نحققه في مثل تلك المشاهد والمعروضات؟ مادامت ملامح الخارطة البرامجية تكرس ذات المضامين والافكار، فلا نحرز بها تميزا فريدا او منتجا مفيدا، إذ ينحو المحتوى المطروح بعيدا عن قضايانا وهمومنا ومرادنا من الحياة، وكيف نتميز بمواد اعلامية مستوردة او مقلدة الأنماط، ونصفها ونصفها بالحصرية او الخاصة بشهر رمضان، بينما لم نتحرَ فيها ماذا يجب علينا ان نفعل في هذا الشهر الفضيل، بما يراعي حرمته وقداسته وينمي في نفوس المشاهدين التنافس في عمل الصالحات وجمع الحسنات واغتنام الاوقات، فيما يتوافق مع طبيعة شهر الخير وخصائصه ومنزلته العظيمة، وهنا فلا بد من اتخاذ قرار جاد يؤصل المنتج الإعلامي في رمضان حسب عقيدتنا واخلاقنا وهويتنا الثقافية، وليس هناك ما يمنع إعلامنا من نيل شرف التعامل اللائق مع خير الشهور، انطلاقا من قناعات ومرجعيات الجمهور المستهدف، وهو هنا جمهور مسلم يؤدي فريضة عظيمة من اركان دينه القويم، ولهذا فليس غريبا او مخالفا ان تلتزم ادارة التلفزيون بحذف كل ما يخالف عقيدتنا واخلاقنا وثوابتنا الراسخة، من خريطته الرمضانية لتكون حقا رمضانية، ولا حجة لمن يتذرع بالاتفاقات والعقود، اذا كانت اصلا تلحق ضررا اكيدا او تتسبب في مساوئ هدامة، حتى وإن صرفت في ذلك موازنات مالية ضخمة ماكان من المقبول ان تصرف، فإن مطلب الموازنات وتلافي الشرور مقدم في كل الاحوال، وشريعتنا الغراء فضلا عن قيمنا السامية تمنع تكرار تقليد يفسد على الناس صيامهم وقيامهم، ويحيل افضل الشهور الى موسم للمحرمات وصد عباد الله عن مقاصد الشهر المبارك ومنافعه العظيمة في الدنيا والآخرة.. ونهيب بإخوتنا وزملائنا اعلاميي جهاز التلفزيون، ان يربأوا بانفسهم عن التورط في التآمر على خير الشهور، ونظن فيهم الحرص والعزم على التميز الايجابي الحقيقي، بالسمو الاخلاقي والتعامل الاعلامي النزيه والمسؤول مع شهر رمضان المبارك، وصناعة إعلام قطري نثبت به أننا اصحاب منهج وفكر وسلوك حضاري إعلامي رفيع بناء، يقدم نموذجا في إعلام الرؤية القادر على الارتقاء لإدراك مزايا وفضائل خير الشهور. رسائل مقصودة أيها التجار.. كونوا على قدر المسؤولية قبيل واثناء الشهر الكريم، وحددوا اولويات المرحلة بأمانة، مستلهمين فضل وأجر التاجر الامين، لتدركوا أيهما مقدم على الآخر: جمع المال أم جمع الحسنات..كثيرا ما نردد حال سلفنا الصالح مع رمضان، لكننا قليلا ما نقتدي بهم واقعا عمليا.. فهلا أعدنا حساباتنا لنعوض في رمضان هذا ما فاتنا من الأجر والفضل فيما سبق من دوراته الماضية!!.