17 سبتمبر 2025

تسجيل

هدية وطن من أطفال روضة

05 يونيو 2013

حضرت يوم السبت الماضي العرض الاول لاوبريت "هدية وطن" لمركز أدب الطفل، وذلك بمناسبة تخرج أطفال  روضة السما"، الذي افتتحه سعادة الأستاذ مبارك بن ناصر آل خليفة الامين العام لوزارة الثقافة والفنون والتراث وكان حضوره دعماً كبيراً للاطفال الذين قدموا العرض فكم هو جميل ان يقدم مثل هذا العمل اطفال لا تتجاوز اعمارهم السنوات الثلاث، وكيف استطاع المخرج الفنان شعيل بخيت الكواري التعامل مع هؤلاء الاطفال وجعلهم وكأنهم ممثلون كبار لا يقفون على خشبة المسرح لاول مره بل إنهم تدربوا على العرض بشكل جيد. ما أعجبني في هذا الاوبريت انه قدم بصورة بريئة وعفوية، استمد الاوبريت ذلك من خلال عفوية الأطفال للأطفال والكبار أيضاً، فالقضية التي طرحها الاوبريت كقضية المحافظة على البيئة لا تقع مسؤوليتها علينا نحن الكبار دون ان يسهم فيها الصغار ايضا ؛ لأن المسؤولية "المحافظة" تقع على الجميع في الوطن، فقد احسن الجميع ممن شارك فيه التعامل مع رقعه المسرح "الريان الكبير" نوعا ما على اطفال صغار احجامهم صغيرة لكنني رايت خلال العرض عمالقة وقفوا على خشبة المسرح بصراحة وانا اتابع العمل مع ابني "أحمد" بمسرح الريان بسوق واقف أحببت العمل المقدم من قبل الأطفال "روضة السما" رغم كل تلك المخاطر التي يمكن أن يواجهها اي مخرج يتعامل مع طفل يقف على خشبة المسرح وهو قد لا يعي الحركة او الدور المرسوم له من قبل المخرج كل من يتعامل معهم، وقد اشفقت على المخرج شعيل، وهو الذي يتعامل مع مسرح الطفل كنوع من الاحترافية ولعل الـــ 165 طفلا الذين شاركوا في الاوبريت ووقفوا على خشبة المسرح، وأشفقت ايضا على فريق العمل مِن مَن كلفوا بالاشراف عليهم وعلى إدارة حركاتهم وتوجيههم في نظري كانت من الأمور الصعبة التي يمكن ان يواجهها اي مخرج يقدم على تقديم عمل لاطفال صغار ليست لهم خبرة في مجال التمثيل وان المخرج اي مخرج يتصدى لاخراج عمل مسرحي فانه يواجه مشكلة فهم الممثل للنص والحركة وحفظ النص والحركة وعندما يقدم العمل تجده ينسى الحركة التي تدرب عليها وهو الخبير في العروض المسرحية فكيف اذا كان طفلا يقف لاول مرة على المسرح، من هنا فقد اعجبت بالعمل بشكل كامل وصفقت طويلاً بعد كل لوحة من لوحات الاوبريت، سواء كانت للاطفال او لفريق العمل الذي تصدى لعمل صعب كهذا، وهو كان حسب نظري في حالة تحدٍ كبيرة ويقول شعيل الكواري "العمل مع الأطفال قد جعلني أركز على قضية أساسية لابد وأن نأخذها بعين الاعتبار، ولابد من توجيهها لأولياء الأمور ممن يرغبون لأطفالهم الأفضل وهي "أن كل طفل يملك طاقة إبداعية هائلة يمكن بأن يفرغها في المسار الصحيح"، الذي قد لا يدركه وحده ولكنه بأمس الحاجة إلى المساعدة التي لابد وأن يتقدم بها كل مسؤول عنه؛ لذا وجب التأكيد على ضرورة التعرف على تلك الطاقات وتحديدها والسماح لها بأن تكون من خلال اكتشافها أو البحث عن كل من يمكن بأن يفعل ذلك". إن أوبريت (هدية وطن) هو العمل الجماعي الذي جمع من حوله طاقات هائلة أسهمت بتميزه، حيث تولى مهمة المساعدة بالإخراج منى بشير علي، وإدارة الحركة: ليلى محمـد العـمـدي، عائشة أحمد يوسف التميمي، سبـأ صالح شرف الدين قائد، ضحى خليل مهيدي، ابتسام حسين خالـد دلول، رامـا عبد الغني شبلي. أما إدارة الخشبة فلقد تولت مهمتها: منـال عثمان شايف اليهري، أفراح عبد الرحيم أحمـد، مريم محمد خليل طه شبانة، رنا محمد إبراهيم ثابت، سلوى زايد الحربي، تشين عطا، وبيفـرلـون مونـدو. وفي ما يتعلق بكلمات الأغاني فهي للأستاذ موسى الأمير، وقام بتلحينها شعيل الكواري، وتم تسجيلها في استديوهات الوطنية للخدمات الإعلامية، وقدمها أطفال "روضة السما": تالدا، راما حمصي، راما محمد، هدى. وعن هندسة الصوت والإضاءة. شكراً لكم جميعاً على جهودكم في تقديم عمل بهذا المستوى الرفيع فنياً وشكلياً، حيث وفرت له جميع السبل من قبل ادارة الروضة، والتي تشرف عليها السيدة اسماء عبداللطيف الكواري. كنت أتمنى ان تشاهد هذا العرض مجموعة من المهتمين بالمسرح لكنهم لم يفعلون فقد فاتهم الكثير.