24 سبتمبر 2025
تسجيلممارسات غريبة يقوم بها البعض ويستغلون بذلك وسائل التواصل المختلفة التي من البديهي أنها وجدت لخلق تواصل وليس لهذه الممارسة التي تضرّ وتقلق ألا وهي (الشائعات)، ويقال أن الشائعة يصنعها الحاقد وينشرها الأحمق ويصدقها الغبي، فمن منا يريد أن يكون ثالث الثلاثة!!.. متأكد أننا جميعا لا نريد أن نكون أي منهم أبدا. هذه الشائعات أصبحت تؤرّق الجميع، ويتفنّن بعض المتفرّغين من الحاقدين في إطلاقها حتى تصل إلى الحمقى الذين بدورهم يقومون بنشرها دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التأكّد منها، ومن الطبيعي ألا يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن الحقيقة لأنهم حمقى!!.. تمرّ هذه الشائعات لتصل إلى المتلقّي الغبي الذي بدوره يصدّقها، وهنا يكتفي بغبائه فقط.. ولكن بعض الأغبياء يقومون بالإضافة لغبائهم بدور الحمقى وينشرون هذه الشائعة من خلال التواصل، الذي قد يكون أقلها في أي تجمّع يجمعه بأصدقائه. موضوع الشائعات كنت منذ فترة طويلة أودّ التطرّق إليه، ولكنني كنت أقوم بتأجيل هذه الفكرة مرارا، إلى أن أجبرني الحادث المؤلم الذي تعرضنا له جميعا وهو حريق فيلاجيو، وحين عرفت بالخبر في اللحظات الأولى، ما لبثت أن أنهالت عليَّ الكثير من الشائعات المختلفة، وكلّ واحد منهم يقول أو يذيل شائعته بجملة (من مصدر موثوق)، وتساءلت كثيرا عن هذا المصدر الذي ترك عمله وترك مساعدة الآخرين وتفرّغ لعدّ الضحايا قبل أن تُطفأ النيران في مجمع فيلاجيو، تلك الشائعات كانت تؤرّق رجال الأمن الذين احتاروا إما أن يكافحوا الحريق أو يكافحوا الشائعات، وقد انتشرت الأخبار المغلوطة من كلّ مكان ولم يكلّف أحد من الحاقدين نفسه أن ينتظر حتى يتمّ التأكّد من مصدر رسمي، ولا أدري ما السبب الذي يجعل هؤلاء يقومون بنشر الأخبار الكاذبة، وما هي الفائدة التي يجنونها مقابل ذلك إلا إن كانوا حاقدين فعلا على هذا الوطن، واذا كنا نحن نقوم بدور الحمقى والأغبياء فإننا شركاء حقيقيون معهم في بث البلبلة، وإقلاق العامة، ونشر الشائعات التي تسبّب الهلع الأمني في بلد يحسدنا العالم كله على نعمة الأمن والأمان فيه. لذلك استغلال سبل التواصل من المفترض أن يزيد من ثقافتنا ومعرفتنا ونشر الخير فيها والتواصل فيما بيننا بدلا من نسخ ولصق الشائعة في رسائل البلاك بيري وغيرها، استغلالها بشكل يسئ للمجتمع ويضر بأمنه واستقراره يجب أن يعاقب عليه القانون وبشدّة، وقد رأينا الدور البارز لرجال وزارة الداخلية وهم يكافحون الشائعات ويطمئنون الجمهور بكل وسائل الاتصال الحديثة. تعلّمنا أيضا درساً من القيادة العليا في الشعور بآلام الآخرين ومشاركتهم أحزانهم، من خلال ما قام به سمو نائب الأمير ولي العهد حفظه الله، حين زار أهالي الضحايا وشهداء الواجب، مما خفّف من وطأة الحزن الكبيرة التي أصابتهم. لذلك نودّ ونطالب أن تسن قوانين صارمة في حق من ينشرون الشائعات حتى وإن كانت بسيطة أو في اتجاه آخر، مثل زيادة الأسعار وزيادة الرواتب وغيرها، لأن نشر الشائعة بغير حق هو انتهاك لحقوق المجتمع ويضرّ بالصالح العام. تذكّر عزيزي الحاقد ناشر الشائعات، حين كنت متفرّغا لنشر شائعاتك المضرّة، كان هناك رجال من قطر يخاطرون بأرواحهم من أجل إخماد الحريق وإنقاذ الأرواح البريئة، بل إن منهم مَن قدّم حياته فداءً للواجب وللواطن، وكان هناك متطوعون مدنيون يساعدون رجال الدفاع المدني والشرطة في إنقاذ الأرواح، وكانت هناك أرواح الأطفال الأبرياء تزهق في ذلك الوقت الذي كنت فيه تكتب حروفك السامة لتبثها. تذكّر عزيزي الأحمق حين كنت تقوم بنسخ ولصق شائعة الحاقد، كان هناك قيادة عليا تتابع الحدث أوّلا بأوّل ولم يكن يهمها سوى أن تنتهي الكارثة دون أن تزهق أي روح. تذكّر عزيزي المتلقي الغبي.. حين كنت تقرأ الشائعة وتصدقها كانت هناك حقائق تنشر من قبل الجهات الأمنية المعنية تبث في نفس الوقت، لكنك لم تلتفت لها.