14 سبتمبر 2025

تسجيل

آخر صيحة في عالم الذكاء!!

05 مايو 2018

يُمكن تعريف الذكاء البشري بأنه مجموعة ذكاءات كذكاء فهم الذات، الذكاء الاجتماعي، الذكاء اللغوي، الذكاء المنطقي، الذكاء العاطفي، الذكاء الحركي، الذكاء الموسيقي، والذكاء المكاني، وتُقدر درجة الذكاء عبر اختبار الذكاء فالإنسان الحاصل على أقل من 50 درجة هو قليل الذكاء والحاصل على 100 درجة متوسط الذكاء أما الحاصل على 200 درجة فهو عبقري ولعل أكبر المفارقات هي أن غالبية أنشطة الحياة لا تحتاج لأكثر من 50 درجة من الذكاء، فمثلاً تحتاج قيادة السيارة لدرجة بين 50 و68، وهذه الدرجة تؤهل صاحبها للعمل في مهن كثيرة والتمتع بحياة سعيدة، بل ثبت أن أغلب البشر من أصحاب الانجازات الحضارية كانوا يتمتعون بدرجة عادية من الذكاء وأن أغلب من كانوا يتمتعون بدرجات عالية من الذكاء البشري واجهوا صعوبات في الاندماج في مجتمعاتهم!   يُمكن تعريف الذكاء الاصطناعي بأنه خصائص محددة تتصف بها البرامج الحاسوبية تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية كالقدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على الأوضاع الجديدة! فهل يُمكن أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري؟! هل يمكن أن يسيطر البشر الآليون على سوق العمل وتتم إحالة البشر الطبيعيين للتقاعد الجماعي؟! يعتقد الكثيرون أن الكمبيوتر مجرد لعبة حيث يتم وضع برامجه من قبل البشر ولذلك سيظل الذكاء الاصطناعي تحت السيطرة الكاملة للذكاء البشري لكن آخرون يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي يتفوق  على الذكاء البشري بدليل أنه إذا أصيبت الأنظمة الالكترونية للبنوك بعطل ما، فإن كل الذكاء البشري الموجود في رؤوس جميع البشر لن يستطيع أن يحصل منها على ورقة نقدية واحدة! ويقول هؤلاء ربما يأتي زمن تتحول فيه أفلام الخيال العلمي إلى حقائق وتسيطر الآلات الذكية على البشر!   فإذا قلنا إن أذكى الأذكياء قادمون، فهل هم البشر الطبيعيون أم البشر الآليون؟! البعض يقول إنهم البشر الطبيعيون والبعض الآخر يقول كلا فالبشر الآليون قادمون، هناك المنزل الذكي، الثلاجة الذكية، السيارة الذكية وأخيراً وليس آخراً الشارع الذكي، فقد اخترعت الصين مؤخراً تكنولوجيا جديدة ستُحدث ثورة حقيقية في عالم النقل وتحمي العالم من مخاطر التلوث البيئي المهددة للحياة، فقد بنت الصين أول شارع ذكي يبلغ طوله 108 كيلومترات وشغلته بنجاح، هذا الشارع الذكي يستوعب 45 ألف سيارة يومياً، وهو مزود بألواح شمسية لتوليد الطاقة تكفي لشحن السيارات المارة فوقه وتوليد طاقة تنير الشارع ليلاً وتزود 800 منزل حوله بالطاقة الكهربائية، ولم يكتف الصينيون بذلك بل يقولون إنهم يعملون على تطوير الجيل الثاني والثالث من الشوارع الذكية عبر تزويدها بعقول وأعصاب، وربما يؤدي ذلك لظهور أجيال جديدة من الشوارع الذكية الناطقة أو المغنية أو الراقصة المدعومة بالفكر الثاقب والشعور المرهف!   من المؤكد أن نجاح التجربة الصينية الرائدة سيحل الكثير من مشاكل صناعة السيارات الكهربائية والسيارات ذاتية القيادة وسيعجل بتغيير المفهوم التقليدي للشارع وقائد السيارة.  فالشارع الذكي سيقوم بوظيفة جديدة هي الشحن التلقائي والمستمر للطاقة في السيارات المارة عليه ومن ثم ستنعدم الحاجة لمحطات الوقود، والسائق البشري سيختفي ويحل محله السائق الذكي وهو مجرد كمبيوتر لا يحمل أي رخصة قيادة ولا يثرثر ولا يتهاوش ولا يتسابق مع أي سائق الكتروني آخر، الأمر الذي يعني أن العالم مقبل على تغيير جذري بحيث تصبح مطبات الشوارع ونفاد البطاريات ومهاوشات محطات الوقود ووقفات إشارات المرور وحوادث السيارات الناجمة عن الطيش والإهمال البشري مجرد قصص خرافية قديمة لن تصدقها الأجيال البشرية القادمة بأي حال من الأحوال!