17 سبتمبر 2025

تسجيل

زعيم المروجين تويتر

05 مايو 2013

لا يختلف اثنان على الآثار التي أحدثتها الثورة التكنولوجية وأدوات ووسائل الاتصالات الحديثة في مجتمعنا، حتى إن هذه الوسائل المتطورة باتت هي العامل الأساسي في تشكيل العقول ونظام الحياة اليومي، وأصبحت العنصر الأساسي الذي يحدد طبيعة العلاقات الإنسانية بين أبناء البلد الواحد والمجتمع الواحد. وقد ظل مجتمعنا راسخاً وثابتاً في وجه حركات الغزو الفكري والثقافي التي يتعرض لها لدرجة كبيرة اضطرت بعض مفكري الغرب إلى القول بأن المجتمعات الخليجية أصعب في اختراقها من الشرق الشيوعي والاشتراكي، وظلت هذه النظرة قائمة حتى ظهور وسائل جهنمية ومواقع مشوّشة ومغرضة في أحيان كثيرة تخلق نوعاً من الشك وتنشر الشائعات والأخبار غير المؤكدة والكاذبة بين مختلف شرائح المجتمع. ويأتي زعيم المروجين تويتر، ومنافسه الفيس بوك على رأس القائمة، حيث استطاع هو وغيره أن يثبتوا جدارتهم ويفترسوا مجتمعنا وعقول أبنائنا وبناتنا البريئة، وتوغلوا في الأعماق، حتى إنه بات من المعتاد أن ترى سائقاً ينتظر اخضرار إشارة المرور بالحديث عبر تويتر وفيس بوك وإرسال صورة لهذا أو ذاك، وادعاء واقعة أو حادثة في موقع ما داخل الدولة، إلى حد يمكن أن يوصف في أبسط صوره بالواقع المشوش والمضطرب. وعلى الوجه الآخر تقف وسائل وأساليب الاتصال التقليدية داخل مجتمعنا عاجزة أمام السيد تويتر عملاق شاشات الهواتف بأنواعها المختلفة. وربما يكون السبب وراء ذلك التصاق كل منا بهاتفه وسهولة الوصول إليه، في حين يستلزم الاتصال التقليدي جهداً من الفرد ذاته للقيام به، فيربح تويتر وأعوانه الرهان وتخسر وسائل الاتصال التقليدي ويخسر معها المجتمع أيضاً. إننا لا ننكر ما حققته ثورة الاتصال في حياتنا، وتحويلها العالم ـ مترامي الأطراف ـ إلى قرية صغيرة، ما يحدث في شرقها يصل غربها في ثوان معدودة وبلا عناء وذلك بفضل التويتر والفيس بوك. ولعل هذا الاستخدام لتويتر مشروع إذا كان الخبر والحدث المنقول صحيحاً وسليما. أما الأخبار الكاذبة والشائعات المتكررة أحياناً والمشوهة لمجتمعنا أحيانا أخرى فلابد من الوقوف في وجهها ومحاربتها. وإذا كنا نضع مبادئ الأخلاق في كل مجال فإننا نريد تويتر على خلق لا تويتر بلا أخلاق.