13 سبتمبر 2025

تسجيل

حفــظ اللـه بــلاد النشـامـى

05 أبريل 2021

لأننا بتنا في وضع لا يسمح بأن تتأزم الأمور في أي دولة عربية، أو يتزعزع الاستقرار فيها بأي شكل من الأشكال، أو تتغير الأمور إلى غير ما هي عليه، فإنه كان من الطبيعي أن نساند المملكة الأردنية الشقيقة في كل قراراتها الصادرة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وأن نعبر عن أمنياتنا بأن يحفظ الله مملكة الأردن ملكا وحكومة وشعبا وأرضا، لأننا لم نرد يوما لهذا الوطن العربي الكبير سوى السلام والأمن والاستقرار والازدهار، ولم نرغب في أن تتكرر بعض صور (الربيع العربي) المؤلمة لتكون الشعوب هي الضحية الأولى، ومن يجب أن يدفع الثمن أولا وأخيرا، ولا يتحقق ما تأمله هذه الشعوب التي عادة ما تحتل الشوارع الرئيسية إما مطالبة بإصلاح الخلل القائم في النظام والحكومة، أو بإسقاط النظام نفسه. وكلنا يرى ما آلت إليه معظم الثورات العربية باستثناء تونس التي تعد لربما الوحيدة التي نجحت ثورتها السلمية، رغم أنها بدأت بمأساة تمثلت في إحراق المواطن محمد بوعزيزي نفسه قهرا من ظروفه المعيشية الصعبة التي أودت به إلى هذا المآل، لتتفجر بعده ثورة أطلق عليها التونسيون ثورة الياسمين، تعبيرا عن سلميتها ومدنيتها، والمطالبة المشروعة بحقوق الشعب التي كانت في ذمة الراحل الهارب زين العابدين بن علي، والذي قضى في حكم تونس منذ تاريخ 7 نوفمبر 1987 حتى فر هاربا من غضب الشعب الذي وصل إلى عتبات قصره بتاريخ 14 يناير 2011 ليصدر القضاء التونسي أحكاما بحقه سقطت تلقائيا بوفاته في المنفى في 19 سبتمبر 2019. ورغم أن ثورة تونس كانت ثورة ملهمة لبعض الدول العربية التي شعرت شعوبها بنفس الظلم الذي وقع على التونسيين، إلا أن ثورة الياسمين تكاد تكون هي التي نجحت وأثمرت، ويعيش التونسيون حاليا حياة ديمقراطية جيدة، لكن جاءت أشباهها في اليمن وسوريا تحديدا بما لم ترغب شعوبهما، فسُكبت الدماء وظهرت حرب الشوارع وعصابات وقناصة، وباتت كل دولة مقسمة لدويلات بعد أن فلت عيار أنظمتهما الشرعية فيهما، ولا تزالان تحاولان سبق الوقت لإحراز أي تقدم في قضيتيهما اللتين بدأتا كثورتين سلميتين وانتهتا كمعركتين تنتظر أطراف كل منهما ساعة الحسم لأي طرف منها، ولذا كان من الصعب علينا أن نتقبل أمرا قد لا يشبه معنى الثورة الحقيقية والسلمية بأي شكل من الأشكال، وإنما بعمل يمكن أن يهز أرض الثبات الذي تقوم عليه المملكة الأردنية الشقيقة، الذي نرفضه رفضا قاطعا. ومن الطبيعي جدا أن تتصدر قطر المشهد بإعلان تأييدها لكل ما أعلنه الديوان الأردني الملكي من قرارات صادرة من الملك عبدالله الثاني، لإعادة الأمور إلى طبيعتها وأن يسود الأمان أرجاء المملكة بصورة لا تفتح باب الأقاويل والشائعات، لأننا في النهاية نعلم أن الأرض العربية لا تتحمل أن تتفجر فيها أزمة جديدة تجعلها في مرمى المجتمع الدولي العاجز كلية عن حل باقي قضايانا العربية الشائكة، وعليه فإن أملنا أن يتجاوز الأردن كل مطباته الداخلية، والتي يمكن لأي بلد في العالم أن يكون عرضة لها، وأن تعود الأمور إلى ما كانت عليه لا سيما ونحن على مشارف شهر رمضان الكريم الذي تعم فيه النفحات الربانية المباركة، ويصبح من حق كل مواطن عربي أن يشعر بالرضا والهدوء لما هو فيه، وإن كان غير راض عن حكومته، ولكن يبقى هذا الهدوء الذي يتعمق في هذا الشهر الفضيل ضروريا، وليس من المقبول أن تعيش الشعوب مآسي أخرى هي في غنى عنها، فقد بات كافيا أن تمر دروس (الربيع العربي) بدروس كبيرة وفوائد أكبر. حفظ الله الأردن الذي لربما هبت عليه ريح أرادت أن تحيله خريفا فانقلب ربيعا بفضل من الله وتوفيقه!. ‏[email protected] ‏@ebtesam777