09 أكتوبر 2025
تسجيلسألتني إحدى الأخوات: ما إذا استمر هذا الوضع وهذا الحجر المنزلي هل نتوقف عن شراء ملابس للعيد ؟ وهل نستعد أن نقضي رمضان بعيدا عن أي اجتماع عائلي ؟ وإذا كان ذلك فلم كل تلك الملابس والأدوات المنزلية الجديدة التي اشتريناها لهذا الشهر فماذا سنفعل بها وقد أنفقنا فيها الكثير ؟ نعم هناك تساؤلات كثيرة وتوقعات أكثر وتقابلها مخاوف عما سيكون بعد فترة ونحن نسمع عن تلك الإصابات عندنا وفي العالم، والكل يضع تصوراته وتوقعاته ومن ثم خططه. ونحن في الحجر المنزلي أتيحت لنا فرصة لفتح خزائن الملابس والمطبخ وأعزكم الله الأحذية، ويا هل ما وجدنا، ملابس جديدة لم تلبس اشتريناها من الخارج في سفراتنا المتعددة، ملابس للحفلات لم نرتدها إلا ساعات قليلة بآلاف الريالات، مجوهرات اشتريناها للمناسبات رمضان العيد الأفراح وشنط عديدة متكومة داخل الخزانة لماركات مختلفة تنافسنا مع صديقاتنا وأقراننا من أجل الفوز بواحدة كانت فريدة من نوعها عرضت لمرة واحدة والمحظوظة نالت شرف شرائها بمبلغ قد يشبع عائلة لمدة سنتين أو أكثر !! ملابس أطفال صغرت على أطفالنا وما زالت في علبها المخملية لأننا كنا نريد أن يرتدي الأطفال الماركات وهم ما زالوا في المهد وعمرهم لم يتجاوز الأسبوع !! وما عن الأدوات المنزلية التي نتسابق في كل مناسبة لشراء ما هو جديد وما هو فريد بأسعار عالية سواء من الخارج وندفع أجور الشحن الكبيرة بشأنها أو من المجمعات في الداخل لمجرد أن نكون نحن السباقين لاقتنائها، علب وصناديق مليئة بهذه الأدوات التي تركناها نهبة للغبار لا نستخدمها إلا للمناسبة !! وهذا ما ينطبق أعزكم الله على الأحذية ذات الماركات العالمية الغالية لنا ولابنائنا التي لم يرتدوها إلا لأوقات معدودة. وعندما نتحدث عن الطعام،فالإسراف فيه يذهل من قد يسمع، في الحفلات ننفق الكثير من أجل إعداد الطعام وشراء الحلويات وتجهيز البوفيهات من أجل ساعات قليلة قد لا يتناول من كل هذا إلا القليل ويظل الباقي لصناديق القمامة وغيرها. وكل ما سبق يحدث في حفلات الأفراح وغيرها من المناسبات التي لم تكن في عاداتنا ولا تقاليدنا ولا ديننا،نقلد بها الغرب وننفق فيها الكثير ولم يدر في ذهن أحدنا أن يأتي مثل هذا اليوم الذي نعتبر كل ما كنا نفعله هباء منثورا، وسنقضي أوقاتنا في البيت ولا نخرج ولا نزور ولا نتسوق، وسنرى الشوارع تخلى من المارة والمجمعات يسودها الظلام والمقاهي يسمع فيها صوت صراصير الليل. لقد أدخلنا هذا الفيروس إلى حالة كان لابد منها لنفكر ونعتبر ونخطط حياتنا الجديدة بعد القضاء عليه، وبعد أن نكون قد جلسنا مع أنفسنا وعرفنا أخطاءنا وتعلمنا من هذا الكائن الذي لا يرى بالعين المجردة ما هي نوع الحياة التي يجب أن نحياها وما هي ترتيباتنا لها وما هي الأولويات التي لابد أن نضعها في سلم اهتماماتنا ؟وما هي واجباتنا الدينية التي قد ننساها أو نقصر فيها لانشغالنا بتلك الأمور السابقة ؟ وما هي واجباتنا الاجتماعية نحو أسرنا وابنائنا وصلة أرحامنا التي ألهتنا مغريات الحياة عنها ؟ فلا نعلم متى سيحين وقت الرحيل الذي لابد أن نتجهز له بما يليق بمن سنقابله هناك !! فشيء من الوعي والإدراك والعودة إلى الله عز وجل وإدراك مهمتنا في هذه الحياة.