23 سبتمبر 2025
تسجيلكل الإمكانيات الصحية والاقتصادية والمادية تسخرها اليوم دول العالم من أجل الحفاظ على الإنسان من وباء الكورونا، مصانع تدار لإنتاج المواد المعقمة والواقية والأدوات الصحية الأخرى، ومختبرات لم تقف عجلتها عن الدراسة والبحث والتجربة للوصول إلى مركبات وأدوية طبية لمعالجة الوباء، واجتماعات متسارعة لمنظمات صحية وإنسانية للبحث عن أساليب للخروج من مأزق هذا الوباء، وقوافل من الأطباء والممرضين يتسابقون لمعالجة المصابين دون كلل أو تأفف، ومتطوعون يشمرّون عن ساعدهم لتقديم خدماتهم،. وإنتاجيات من المواد الغذائية مضاعفة يقابلها الاستغلال والجشع وغيرها.. سباق مع الزمن يقوم به الإنسان من أجل الإنسان لإيقاف امتداد الوباء، وبنفس الإمكانيات وربما تزيد كانت تجهز لمحاربة الإنسان والقضاء عليه مصانع الأسلحة والمفاعل النووية وتجهيزها وتخزينها لمن؟! من يصنعها وينتجها ويخزنها ويستوردها أليس الإنسان؟، وتسابق على إبادة البشرية وفِي أوطانها بالطائرات والمدافع والانفجارات من المتضرر أليس الإنسان؟! وإعلام تخلى عن رسالته السامية في البناء إلى الهدم من الإنسان إلى الإنسان بالفتن والتعصب والتجييش، متناقضات الحياة تديرها وتفعلها عقول خاوية من الفكر لم تدرك نعمة الوعي والفكر، لم تدرك قوله تعالى: "وفي أنفسكم أفلا تبصرون"، ولكن تبقى جماليات المحن والشدائد بصمة جميلة متى ما أدرك العقل أن هذه المحنة ما هي إلاّ منحة إلهية بمرارتها وضحاياها وخسائرها لتغيير مسارات الحياة الإنسانية الملوثة إلى الأفضل، أليس الحصار الذي حوصرت به دولة قطر بغير حق وبظلم جائر أبرز الجانب الجمالي الذي عمّ مجتمعنا فحوله إلى مكاسب وإيجابيات لصالح الوطن وأبنائه؟! كورونا هذا الوباء العالمي الذي داهم حياة البشر وشلّ حركتها، وحركة دوران عجلتها، كذلك حقق الكثير من الجماليات التي كنا نعيش أحلامها واليأس من تحقيقها في عالم يغوص برحاله في أغوار المادّيات بكل ملوثاتها ومحرماتها وفسادها وجبروت وظلم طغاتها ليضع حدا فاصلا بأمر إلهي "كفى" الملك لله الواحد القهار، إذا أراد أن يقول لشيء كن فيكون، الناس سواسية في هذا الوباء كما هو الموت والحياة. إن الجماليات التي لابد أن نستشعرها ونحن نعيش مع هذا الوباء "كورونا" كما جاء في مقال في مجلة إسبانية إلكترونية "POLITICO" إنه غيّر العالم بكل معطياته ومفاهيمه، انتشل البشر من حياة تعودوا عليها إلى حياة جديدة أخرى فارسها العالم الافتراضي الذي أصبح في ضوء هذه الأزمة هو المنقذ لمسايرة الحياة بصورة أفضل، ومرونة أفضل، بعيدا عن ضرر الوباء، إنه مفيد ولكنه سيخلق التباعد مع الآخر، الفيروس الذي نهرب منه اليوم وربما يبقى شهورا سيعيد توجيه العلاقات وتغييرها مع الحكومات، والعالم الخارجي، حتى علاقة الأفراد مع بعضهم البعض ستحدث تغيرات بعضها تكون مألوفة، وبعضها غير مألوفة، فهل تبقى الدول متقاربة؟!، هل تبقى العلاقات الأسرية متقاربة وأكثر بساطة؟ هل ستتغير القوانين؟ هل سنفكر بالأطباء كما نفكر بالجيش؟ وغير معروف إذا كانت المجتمعات والحكومات والاقتصاد والصحة تتغير فعلا، هل يعطى أهل التخصص حقهم؟ ففي الأزمات يعتمد عليهم، لقد اكتشفت قيمة الطب والطبيب، هل سيعطي الطبيب حقه في مواجهته مع الوباء، التخصص والعلم هل سيكون لهما الأولوية ووضع المتخصص في المكان المناسب وفي موقع المسؤولية "ترامب" أعطى الفرصة لم يقدّر العمل، لذلك آلم الناس في المجتمع الأمريكي لأنهم هم الذين انتخبوه، هل ستؤخذ المعلومة من المصادر الرئيسية؟، هل يتوّحد تفكير العالم للمصلحة العامة؟ "كورونا" عدو واحد، ومحاربته بأسلوب واحد "الحجر الصحي والابتعاد، الجميع يتعامل مع "الإنترنت" غيّر مفهوم العمل، التعليم، الأسواق، الموظف، الصيدلة، المطاعم مراجعة الطبيب، الموظف والموظفة يعملان في البيت ويهتمان ويراقبان أبنائهما دون إجازة، الأبناء يعتمدون على الأكل المنزلي وغيرها من المفاهيم التي ذكرت في "المجلة" فهل سيتغير العالم الدولي والإنساني إلى عالم آخر بعد "كورونا" بمفاهيم وقيم أجمل ليكون الإنسان كما ذكر الله في كتابه بقوله: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ). [email protected]