28 أكتوبر 2025

تسجيل

ليت بيننا وبينهم جبل من نار !!

05 أبريل 2018

في اعتقادي أن من أبرز المكتسبات التي تحققت لقطر من هذا الحصار الجائر هو تكيفها مع الوضع بنجاعة وهدوء وترقب لما قد يحدث من انتهاكات غير مستبعدة من جيران السوء، كما أن الإنجازات التي تحققت على مدى الشهور العشرة الماضية زادتنا قوة ومنعة ضد أي مؤامرات تحيكها هذه الدول، ولعل ما شهدناه خلال الفترة الماضية من انتكاسات وخيبة آمال لهذه الدول من خلال ما رصدته من أموال طائلة لشيطنة قطر وتشويه سمعتها عبر إعلامها الرخيص ومن ابتزتهم في العديد من دول العالم لهو دليل على علو مكانة قطر وعدم التفاتها لجعجعة المتربصين الذين آلمهم كثيراً النتائج العكسية التي جنوها من حملاتهم الغادرة ضد قطر وقيادتها وشعبها!. كما أن التعاطف الدولي والسمعة المشرفة لقطر على الصعيدين الإقليمي والدولي ساهما إلى حد كبير في لجم كل المحاولات المغرضة للنيل من سيادة ومكانة قطر على كافة الأصعدة، ومن يتمعن جيداً في الأحوال الاقتصادية والأمنية والسياسية لهذه الدول ولاسيما خلال أشهر حصارها لقطر لا يعتريه شك بأنه بالفعل لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله وأنه على الباغي تدور الدوائر، فما نُشاهده من أوضاع مزرية للشعب اليمني بعد 3 سنوات من الحرب الظالمة ضده على يد تحالف أضاع بوصلة أهدافه التي ظل طيلة السنوات الماضية يكذب علينا ويدّعي أنه يريد أن يُخلّص اليمنيين من احتلال الانقلابيين الحوثيين بينما الأخير يزيد قوة وانتشاراً ويصب جام غضبه على الشعب اليمني المظلوم الذي يشارك الانقلابيون مع التحالف في استمرار معاناته وتزايد قوة ونفوذ الحوثيين حتى وصل بهم الأمر لإطلاق صواريخهم على المدن السعودية دون أن تكبح قوات التحالف العربي هذا العدوان الذي يوحي بمدى استفحال الوضع بتكبد القوات السعودية الخسائر البشرية والمادية على الحد الجنوبي في الوقت الذي تجند فيه إمارة الشر أبوظبي مرتزقتها للعبث في أمن المدن اليمنية وخاصة عدن لتنفيذ أجندتها للسيطرة على الموانئ وحقول النفط والكيد للقوات اليمنية الشرعية والتحالف بالاتفاق من تحت الطاولة مع الانقلابيين وهو طعنٌ صريح بثوابت وأهداف قوات التحالف العربي الذي بدا عاجزاً عن إيقاف كباح هذا التوسع الظالم لإمارة أبوظبي المارقة وبالتالي أصبح من الواضح أن من مصالحها إطالة أمد هذه الحرب الظالمة لتحقيق مصالحها وفي المقابل تردي الأوضاع الإنسانية في اليمن المكلوم! ومن الواضح أنه لا حل لكل أزمات المنطقة إلا بتعديل الأوضاع في هذه الدول التي أثارت هذه الأزمات ولن تأمن المنطقة إلا برحيل أمراء هذه الحرب الذين استنزفوا ثروات بلادهم في أزمات لا طائل منها سوى حرمان مواطنيهم من هذه الثروات وإشغالهم في تأليبهم على أشقائهم وتخوينهم وجعلهم شماعة لكل انتكاساتهم وتآمرهم على عروبتهم ودينهم وقيمهم!  وليس هناك أبلغ من مقولة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لتجسد حالنا وما نتمناه لنا مع دول الحصار عندما قال "ليت بيننا وبين الفرس جبلاً من نار لا ينفذون إلينا ولا ننفذ إليهم" وهو ما نتمنّاه في ظل استمرار مكائد وغدر جيران السوء!. فاصلة أخيرة قمة الوقاحة والدناءة عندما تتهم وسائل إعلام دول الحصار ومرتزقتهم ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة لهم قطر وإعلامها بالوقوف وتأييد الضربات الصاروخية الحوثية على المدن السعودية وكأنها لم تكن في يوم من الأيام تقف في خندق واحد مع أشقائها السعوديين ضد هذه العصابة!. بالفعل وكما نقول بلهجتنا العامية "الطيب ما يبين في عيونهم"!.