14 سبتمبر 2025

تسجيل

سلسلة صراع الخير والشر..الغيرة تقتل أحياناً

05 أبريل 2015

ماذا لو كنت تستطيع إغماض عينيك عن أخبار الثامنة والنصف مساءً ؟ فهناك صراع نهايته دم !ماذا لو كنت نعجة أمام الذئاب ؟أتقاتلهم ؟ أم تجاريهم ؟ أم تحيك جلداً كجلدهم وتلبسه ثم تخلق ذيلاً لك لتصبح بطلاً مزيفاً ؟أيرضي ذلك غرورك ؟ أم يعوّض من نقصك ؟ أم تعتقد أنك ذئب أصيل ولدت وسط الغابات وتعيش في الجبال المطلة على الأغوار !والسؤال الأهم: هل جربت أن تسير وتزرع في طريقك وروداً حمراء ثم يحرث أرضك الآخرون لينتزعوا ورودك ويزرعوا لك " زهرة القلب النازف " السامة ؟!فالغيرة تقتل أحياناً ! دونت تلك الأسئلة في دفتري ووضعته أسفل صندوقي الخشبي فوجدت كتاباً بين كومة من الأوراق يحكي بعض الأساطير المصرية القديمة، تصفحت الكتاب والذي يحتوي على أوراق أطرافها متآكلة، فقرأت ما تيسر منه .... فيُحكى أن ملكاً اسمه " أوزوريس " كان رجلاً عادلاً وطيباً وسعى إلى أن يحقق العدالة في الأرض، وجدته في الكتاب واقفاً وملتفاً في ثياب طويلة حابكة، وقد وضع على رأسه التاج الأبيض لمصر العليا، كما يظهر بلحية مقدسة مستعارة، ويمسك في ذراعيه المتقاطعين رمزية التقليديين المقدسين، الصولجان المعقوف والمذبة، للدلالة على السلطة والعظمة على التوالي. كان " أوزوريس " يحكم مصر فقد ورث الملك عن أجداده ولديه إخوة من بينهم أخوه " ست " الذي امتلأ صدره حسداً وحقداً على أخيه " أوزوريس " متخذاً صفات عكسية فهو المتسم بالعدالة في الأرض التي كان يحكمها، وأما " ست " فقد أطلقت عليه الأساطير رمز الشر والفوضى، وحكت الأساطير ما حكت عن روايتهما التي لا تضاهيها رواية في الأدب فتعددت النهايات ... إلا أنها اتفقت على أن الدافع هو الغيرة والحقد والحسد، فنازع " ست " رمز الشر أخاه " أوزوريس " على العرش."ست " كان غيوراً من "أوزوريس" وزوجته " إيزيس "، فقرر ذات يوم التخلص من أخيه فقام بعمل احتفالية كبيرة عرض فيها تابوتا رائعا مرصعا بالذهب والجواهر أذهل الجميع، فقام الحاضرون بالنوم فيه لكنه لم يكن مناسباً إلا لــ " أوزوريس " فنام فيه الأخير وكان متناسبا مع جسده تماماً فأغلق عليه أخوه " ست " التابوت بإحكام ومن ثم ألقاه في نهر النيل فمات غرقاً .حزنت زوجته " إيزيس " حزناً شديداً فبحثت طويلاً عن جثته وضربت في الأرض سعياً للحصول على جثة زوجها حيث اغتصب أخوه العرش بعد مقتله، وانفطر قلبها ألماً وهي تبحث إلى أن عثرت على الجثة في منطقة يطلق عليها جبيل ( بيبلوس )، فنما ذلك إلى علم " ست " الذي مارس دهاءه وخبثه فسرق جثته وقطّع أوصال أخيه إلى اثنين وأربعين جزءاً فوزعها في أقاليم مصر، ومع ذلك نجحت " إيزيس " في تجميع أشلاء زوجها ! فمرت السنوات وكان " لأوزوريس " ابن اسمه " حورس " رمز الخير والعدل، فربته ورعته والدته " إيزيس " بعيداً عن أعين عمه الشرير " ست " فعاشت معه في أحراش الدلتا إلى أن كبر وأصبح رجلاً فانتقم من عمه الذي وقع صريعاً تحت يد " حورس " بعد صراع طويل ومعركة دامية انتهت بانتصار " حورس " كما يلقب بــ "حامي أبيه" واعتلى العرش، فاستعاد تحقيق العدل في الأرض التي حكمها . نهاية سرمدية :-انتهت القصة بانتصار الخير ودحر الشر ...وإن كانت سنوات الحزن والظلم والخداع طويلة...نبتة النزاع في هذه الأسطورة القديمة هي الغيرة القاتلة على المناصب ... العرش ... المال ... والجاه ! ... ولكن حتماً الخير هو المنتصر في نهاية المشوار ... نهاية معاصرة :-أغلقت الكتاب ... ثم وضعته في مكانه في صندوقي الخشبي ...فجلست جانباً وبين يدي ورقة وقلم رصاص مكسور لأعيد تصنيف من هم على شاكلة رمز الشر " ست " في زمننا المعاصر! وليطمئن أهل الخير فإن الخير سينتصر في النهاية ...