28 أكتوبر 2025

تسجيل

الملافظ سعد!

05 مارس 2024

نحن كبشر نحتاج لبعضنا البعض، نحتاج أن نتفاعل معاً، أن يساند بعضنا البعض، أن نتبادل بعض الكلمات والأفعال والأقوال، هناك من يجيد هذا الفعل فينجح وهناك من يفتقد لهذه المهارات فيخسر من حوله بل ويخسر نفسه أحيانا كثيرة، لهذا كان لابد لي أن أبدأ حروفي هذا الأسبوع بقوله تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) صدق الله العظيم، هذه الآية المباركة دليل بأن الشدة والغلظة في القول والعمل تُنفر ولا تجُمع، لهذا سأدعو الله لي ولكم بأن يرزقنا الله نعمة الأسلوب الطيب والتعامل الراقي مع من حولنا، فأنا مؤمنة إيماناً تاماً بأن الأسلوب رزق، وإن هناك من حرموا من هذا الرزق في حياتهم. فنجد حروفهم تجريحاً وكلماتهم تغتال الأرواح قبل الأبدان، يقطعون بتعاملهم قنوات التواصل بين الجميع، أذكر مقولة سمعتها ذات سفر من سيدة كبيرة في السن ونحن نتبادل أطراف الحديث فكانت تردد ذوق الكلمة قبل ما تقولها إن وجدتها مرة اسكت وابحث عن غيرها، كم هي حكمة عميقة في دلالاتها، طبقتها في حياتي كثيراً فلم أجد إلا خيراً. من المهم ومهما كانت الظروف مراعاة مشاعر الآخرين وتلمُّس مشاعرهم مهما كانت منزلتهم، هذا الفعل هو واجب إنساني وسلوكي وأخلاقي، لا تجرح أو تحرج أحداً مهما كانت المبررات، كم من كلمة بنت نفساً وأنبتت فكراً، وكم من كلمة قتلت إحساساً ودمَّرت شعوراً. تصلنا أحياناً عبر منصات التواصل الإلكتروني من أشخاص لا نعرفهم ولكنهم يتابعوننا كلمات كالبلسم الشافي تضمد أرواحنا وكأن الله أرسلهم لنا حمائم سلام، وأحيانا على النقيض نجد حروفاً صادمة لمشاعرنا قد لا تؤثر علينا ولكنها قد تهدم غيرنا، حروف متنمرة شكلاً ومضموناً، وأنا أقرأ بعضاً منها أردد فعلاً الأسلوب الطيب لا يمكن شراؤه أو بيعه، إنه تعبير عن شخصية الفرد وأخلاقه وثقافته، هو فعل وانعكاس أصيل يعكس تربية صاحبه. الملافظ سعد، هذا ما نردده دائماً، فالكلمة التي تنطقها قد تكون كالنور في حياة شخص استسلم لليأس، وقد تكون كالرصاصة تصيب القلوب، ولنتأكد بأننا نؤجر على تلمُّس مشاعر الآخرين من حولنا، فكيف لو صاحَب ذاك الشعور فعل ملموس! صوت: لا يكلف الكلام الطيب كثيراً، اعتبره مثل البذور تنثره وأنت تمشي في طريق حياتك، إن لم تجد أثره اليوم فغداً سيزهر وتزهر به حياتك وآخرتك.