14 سبتمبر 2025
تسجيلفرن، دماء، طلاء، طائرة، أدوات حادة، آثار لحرق وقطع وتذويب... إلى آخره ببساطة هو ( هولوكوست ) سعودي، استدرجوا الضحية بنعومة إلى تركيا وإسطنبول تحديداً من خلال أذرع خالد بن سلمان الذي كان سفير السعودية في واشنطن قبل أن يفر إلى حضن والده بعد أن تملكته مخاوف عظيمة من أن تحاصره الشكوك والاتهامات في قضية قتل المرحوم خاشقجي، ويعين في وزارة الدفاع وتأخذ ريما بنت بندر بن سلطان مكانه في سفارة واشنطن، ليدخل القنصلية السعودية في إسطنبول بتاريخ 28 سبتمبر 2018 وقد استقبله موظفوها وقنصلها المجرم بكل احترام ويعدونه خيراً بأن شهادة العزوبية التي يريدها ستكون جاهزة بعد أيام معدودة وليذهب الشك من نفسه بأن هناك من يضمر له الشر وضمان عودته ثانية وبالفعل عاد خاشقجي إلى قدره المحتوم وبينما كان يُقتل ويُقطع وتُعبأ أجزاء جثته في أكياس حُشرت في حقائب كبيرة وتخرج من القنصلية بكل برود كانت خطيبته ( خديجة جنكيز ) تنتظر خارجاً بقلق وليس لديها من ذكريات خاشقجي سوى هواتفه وكلمة ( مع السلامة ) قالها ومشى !. في برنامج ( ما خفي أعظم ) الذي بثته قناة الجزيرة مساء يوم الأحد الماضي وتداوله عشرات الآلاف من المغردين في وسم حمل اسم البرنامج لم يكن ليخطر ببال أحد أن جريمة القنصلية المريعة التي حدثت في الثاني من أكتوبر من العام الماضي أن يكون التخطيط لها بهذه الوحشية رغم ما قاله كثيرون بأنه كان يمكنهم تصفية الرجل بصورة أبسط بكثير وفي مكان غير القنصلية وبتخطيط أذكى يودي بالتحقيقات إلى رمي التهمة ضد مجهول ولكن كان الغباء الذي سيطر على مرتكبيها بداية من الذي فكر بقتل خاشقجي ونهاية بمرتكبي هذه الجريمة هو عنوان هذه الجريمة التي ارتكبوها مع الرجل الخطأ وفي البلاد الخطأ أيضاً. فتركيا لم تكن لتصمت أمام ما حدث خصوصاً مع تكشف هذه الأدلة التي أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن قصة ( أصحاب الأخدود ) والذين ألقى بهم ملك ظالم بعد أن أمرهم بأن يتخلوا عن عبادة الله الواحد الأحد فرماهم في أخدود ملتهب هم باقون في عصرنا الحالي ويمثلهم المرحوم خاشقجي الذي عارض فكر بن سلمان وكان مصيره القتل بوحشية ورمى بقايا جثته في ( تنور مخصص لصهر المواد الصلبة تصل حرارته إلى أكثر من 1200 درجة مئوية تم إنشاؤه في بيت القنصل الهارب محمد العتيبي ) في شهر إبريل 2018 بمقاسات أثارت استغراب العاملين عليه حيث قال أكبر مشرفي العمل فيه انه ( فرن مخصص لحرق البشر وليس الخرفان ) وأن ( مبس ) الذي أعاد فكرة ( الهولوكوست ) التي نستنكرها على اليهود ولا تزال ألمانيا تدفع تعويضاتها لهم حتى الآن هو من يسطرها واقعاً وفعلاً ولا يمكن للتاريخ أن يؤلفها من تلقاء نفسه ونتوارثها ليصدقها منا من يشاء ويكذبها من يشاء فهذا البرنامج أظهر البشاعة التي خرجت عليها الدبلوماسية السعودية وكيف نفى العتيبي أن يكون للقنصلية دور في اختفاء خاشقجي ومروراً بحديث محمد بن سلمان الذي نفى أن يكون لهذه الدبلوماسية المجرمة أي دور في اختفاء الرجل الذي حضر للقنصلية وغادر بعد عشرين دقيقة من حضوره لها ونهاية بأنه قتل في شجار داخل القنصلية مع أحد الأشخاص حتى وصل الحال إلى أن كتيبة الاغتيال المقربة من ولي العهد السعودي قد فعلوا كل هذا الإجرام المخطط له بتوجيه وتخطيط من شخصين هما من الأساس أذرع أمنية استخباراتية واستشارية لابن سلمان وهما أحمد عسيري وسعود القحطاني وهذا ما يصر الجانب السعودي على قوله لإبعاد أي شبهة عن ( الرأس المدبر والحقيقي ) لهذه الجريمة المروعة. وماذا بعد ؟! فهل يؤتمن مثل هؤلاء الذين ارتكبوا مجازر في اليمن وأطفال اليمن وشعبه فكيف بحق رجل بالغ هز عرش قصر اليمامة بفكره وآراء له لم يعترض على ملك محمد بن سلمان بل اعترض على طريقة إدارته غير المسؤولة أحياناً في بلاد تمثل قبلة المسلمين لوجود بيت الله في حناياها وهي التي باتت غير مؤتمنة عليه قلباً وقالباً ؟!، فما ظهر كان أعظم وأخطر وأقبح وأبشع وأمر.. شكراً للجزيرة ولا نامت أعين المجرمين!. ◄ فاصلة أخيرة: رحم الله جمال خاشقجي ورحم الله أبناء اليمن ورحم كل من عاثت الرياض في بلاده وشؤونه سوءاً. [email protected]