20 سبتمبر 2025

تسجيل

تصنيف المرضى .. بين التعطيل والفوضى !

05 مارس 2015

التحسين والتطوير أمران لازمان في تجويد الاداء وتحقيق أفضل النتائج ، خاصة للقطاعات الحيوية البناءة وأهمها الصحة والتعليم ، ولاشك ان مراعاة العوامل المحيطة والمصلحة العامة تقتضيان تخطيطا دقيقا ومتسقا مع الواقع المعاش وصولا الى المستوى المأمول والخروج باسلم النتائج.نظام تصنيف المرضى الصادر عن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية مؤخرا أفرز عدة مشاكل ، فكيف يلزم المرضى المراجعين للمراكز الصحية في مناطقهم الحصول على مواعيد مسبقة أو تولي ممرضات غير مختصات تقييم حالة المريض، ومعلوم ان تشخيص الحالة وتحديد العلاج من صميم عمل الطبيب المختص وليست الممرضات !! . ثم لماذا يضطر المرضى لحجز مواعيد أو ارجاعهم دون علاج مناسب ، وان معاينة حالة المرضى والتوصية بتحويلهم الى المستشفى الكبير اوالعيادات التخصصية يجب ان تتم على يد الاطباء في اي وقت من ليل أونهار ، كما كان متبعا قبل اقرار هذا النظام العجيب وغير المبرر حاليا فيما سمي نظام تصنيف المرضى بزعم اعتماد الطريقة الكندية ، والتي يبدو انها لم تحقق مانصبو اليه حيث عمت فوضى المراجعين للمراكز الصحية اضافة الى زيادة الاعباء الادارية والمكتبية على موظفات الاستقبال والتسجيل ، آخذين في الحسبان حالات كبارالسن وذوي الامراض المزمنة شفاهم الله وعافاهم. ونحن نتحدث هنا عن مراكز صحية حكومية والعلاج مكفول لكافة المواطنين ، بل حتى الأطباء حيل بينهم وبين المرضى حسب هذا النظام المعطل وغير الفعال . وقد اخبرتني إحدى موظفات الاستقبال المواطنات ، بعدما انتقدت حالة التباطؤ والتأخر في تسجيل وتنظيم الملفات ، فأجابتني معتذرة : إنهن أدخلن دورة تدريبية على تطبيق هذا النظام الغريب الموصوف بالعالمي ، وانهن لم يستوعبن تفاصيله حيث لم يمكثن في الدورة سوى ثلاثة ايام ثم دفعوهن بعدها لمواجهة الجمهور وما يلاقينه من احراج شديد يصل الى الملاسنة ورفع الصوت !! .ومن نوادر هذا النظام انني حجزت موعدا لابنتي الصغيرة في فترة مسائية وتلقيت رسالة هاتفية تذكرني بالموعد وعندما احضرت ابنتي لم نجد الطبيبة المتفق عليها وحتى موظفات الاستقبال والاداريات لم يكن على علم مسبق بذلك ، وهذا مثال واحد على حالات عديدة من الربكة والفوضى وتأخر تلقي العلاج أو ترحيل الملفات بطريقة خاطئة جراء هذا النظام العجيب المسمى تصنيف مرضى الرعاية الصحية الاولية وهل يهدف نظام التصنيف هذا الى تحويل المراكز الصحية الى عيادات خاصة ؟! . ولذلك نطالب الجهات المسؤولة بارجاع النظام الى سابق عهده والتوقف عن تلك الطريقة غير المبررة في تصنيف وعلاج المرضى واخضاع التجربة لمزيد من الدراسة والتخطيط الشامل تلافيا لمزيد من معاناة المرضى وضياع حقوقهم مذكرين ان التراجع عن الخطأ خير من التمادي فيه.والله من وراء القصد. تواصل : قرائي الاعزاء انتظر تواصلكم وأراءكم حول جملة من هموم التربية والتعليم ، والتي ستكون محور حديثي معكم الأسبوع المقبل باذن الله فحتى ذلكم الحين . لكم مني خالص المحبة والتقدير.