12 سبتمبر 2025

تسجيل

مقابلة مع المديرة "يا ليت"

05 مارس 2014

أجرى محرر مجلة (التطوير الإداري) المجلة المتخصصة في مجال التنمية البشرية مقابلة مع مديرة مدرسة اشتهرت باسم المديرة ياليت !!كان يكفي شيوع لقبها الغريب لكي يتحمس محرر المجلة ويتصل بالمدرسة ويحدد موعدا للقاء المديرة صاحبة هذا اللقاء الغريب. رحبت به المديرة وأبدت كامل استعدادها لتكون ضيفته على الورق في مجلة (التطوير الإداري) في بداية الحوار الصحافي رحبت (المديرة يا ليت) بمحرر المجلة ثم قالت له :شكرا لاستضافتي بمجلتكم المتخصصة في مجال التطوير الإداري.تفضل اسأل ما شئت من أسئلة.المحرر: شكرا، شكرا إذن لنبدأ من السؤال الذي اعتدنا طرحه على كل ضيوفنا، لماذا سميت (المديرة يا ليت)؟المديرة يا ليت: لقبوني بهذا الاسم افتراء علي، لكن مع مرور الوقت اعتدت سماعه، وما عاد يزعجني. المحرر: إذن في النهاية تقبلت هذا اللقب ؟!.المديرة يا ليت:كما أخبرتك في البداية انزعجت، لكن الآن وجدت أن مجرد الاهتمام به سيثير أعصابي فتخليت عن النظر إليه على أنه وصف سلبي، بل وبدأت أفكر بأنه لقب إيجابي نوعا ما!!المحرر: من أول من وصفك بصفة (المديرة يا ليت) ولماذا؟المديرة يا ليت: لأنني طيبة القلب ،وأحب الخير لمعلماتي وطالباتي وأود أن أراهن دائما متميزات فمن عادتي في اجتماعي بالمعلمات أن أقول( يا ليت ) ردا على أي اقتراح يطرح ، مثلا إذا قالت لي إحدى المعلمات أنها تريد تنفيذ مكتبة صفية في كل صف في المدرسة أجيبها (يا ليت) لوطلبت مني مدرسة أخرى ورش متخصصة للطالبات في إدارة الوقت وتنمية الذات أقول لها( يا ليت).ولو طلبت معلمة ثالثة استضافة أدباء وأديبات يرفعوا من مستوى كفاءة أبنائنا في الكتابة الإبداعية أقول (يا ليت) .المحرر: جيد، أنت إذن توافقين على كل فكرة مضيئة بها فائدة حقيقية للطالبات؟المديرة يا ليت:نعم، نعم، دون شك.المحرر: ثم لا شك أنك تبدئين بدعم هذه الأفكار لتأخذ طريقها للواقع.المديرة يا ليت: يا ليت، يا ليت.المحرر: هل أفهم أنك لا تنتقلين من الموافقة الشفوية إلى التنفيذ والتطبيق، هل تجيبين معلماتك بكلمة (يا ليت) ثم تنسين وعدك؟المديرة يا ليت: وماذا تتوقع مني أن أفعل،أنا مثقلة بخطة سنوية وخطة شهرية وخطة أسبوعية؟ المحرر: ولكنك قبل قليل قلت إنك تبدين الحماس لاقتراحات معلماتك؟ المديرة يا ليت: نعم ولا شك، فأفكارهن جميلة يعجبني سماعها وأنا لا أريد أن أحبطهن فأجيب يا ليت.المحرر:لكنك بعد ذلك لا تظهرين اهتماما فعليا لتنفيذ أفكارهن، هن بحاجة لدعمك ومساندتك بكل الأشكال أليس كذلك؟المديرة يا ليت:وكيف أستطيع ذلك، معلماتي يقترحن أمنيات جميلة وأنا أسرح بخيالي معهن فنلتقي في عالم الخيال، بفكر جميل نتمنى فيه المحال؟!المحرر: ولم هو محال؟المديرة يا ليت: ليته لم يكن محالا،لكن ماذا نصنع والواقع لا يساعدنا على الإطلاق؟المحرر: وكيف بنظرك سنحسن الواقع ؟المديرة يا ليت: نحن لا نستطيع تحسين الواقع، لكننا نستطيع أن نجامل بعضنا البعض، فها أنذا كما ترى أجامل الجميع، وأراعي مشاعر الجميع حتى اشتهرت باسم (المديرة يا ليت) ألا ترى كم هو قلبي طيب وحساس ؟!!المحرر: بل هو لقب به الكثير من المراوغة، وسوء التقدير فمدرساتك مع الوقت سيفقدن ثقتهن بك لكونك لا تنتقلين بالمقترحات التي وافقت عليها شفوي الحيز الواقع والتنفيذ.المديرة يا ليت:يكفيهن كل هذا الحب والعاطفة القوية التي أظهرها لهن، أنت لا تدري إلى حد أكون في الاجتماعات لطيفة ودبلوماسية، لا أرد أي اقتراح، ولا أعارض أي طلب على الإطلاق.المحرر: لكن كل ذلك يتبخر بعد انتهاء الاجتماع؟!المديرة يا ليت:صدقني تبقى كلماتي اللطيفة زمنا طويلة في أذهان معلماتي!!المحرر:هذه ليست إدارة أيتها السيدة المديرة ،الإدارة مشاركة ومسؤولية والاهتمام بالأفراد لا يكون بإضعاف طاقتهم الإبداعية ورغبتهم بالعطاء والتجديد والإضافة المديرة يا ليت:حتى تعرف قيمتي الحقيقية وتتوقف عن التحامل علي عليك أن تقارن بيني ومديرة أخرى تمارس الكبت مع معلماتها، ولا تسمح لهن بأن يبدين رأيهن، أنا مديرة ديمقراطية أسمح للجميع بإبداء الآراء أليس كذلك؟المحرر:الديمقراطية ممارسة وتعبير يتبعه توظيف طاقة الجميع باتجاه الأهداف الحقيقية التي يقتنع بها الغالبية. أما أنت فتضعين آراء معلماتك وهن الغالبية على الرف وتكتفين بموافقة شفوية ثم تمطالين الغالبية ،هذه ليست ديموقراطية!المديرة يا ليت: لن أغضب منك، فأنا أسمح دائما بحرية التعبير ولا أمانع بتاتا في تقبل أي رأي حتى لو كان يخالف رأيي!!المحرر: وما فائدة فتح الأبواب للحوار إذا كنت لن تتقدمي خطوة تجاه مسؤوليتك في تحمل ما وافقت عليه من أفكار. المديرة يا ليت: الدبلوماسية وحدها نجاح وتحرر. المحرر: طبعا تحرر من أي التزام عملي، أنت هنا واعذريني في الكلمة (مديرة مماطلة )!!المديرة يا ليت: بل أنا (المديرة يا ليت )وهو وصف جميل وفيه دبلوماسية وشعور ورقة، ألم تسمع المولى عز وجل وهو يقول (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها).المحرر:نعم، وبوسعك أنت المديرة أن تعملي مع معلماتك على تطوير البيئة التعليمية وفقا لرؤية مشتركة تجمع بينك ومعلماتك، بل هذا من صميم عملك ، فالاستبداد مرفوض.المديرة يا ليت: هل أنت محرر أم محام عن المعلمات؟المحرر:بل أنا محرر مجلة (التطوير الإداري) ومن خبرتي الطويلة أرى أنه لابد لك من أن تتحولي من المديرة يا ليت إلى المديرة (تمنيت ثم فعلت ).المديرة يا ليت:لكنني سأفقد اللقب الجميل!! المحرر: بل أنت لا تريدين التغيير والبناء القائم على التنوع وتوظيف الطاقات ،عموما أشكرك لسعة صدرك. اعذريني الآن فأنا مضطر لإنهاء اللقاء ومغادرة المكان.