14 سبتمبر 2025

تسجيل

أبناء يعرب.. يا قدس

05 مارس 2012

يا بني يعرب هبوا وانصروا قدسكم هذا وذودوا عن حماه واستعيدوا ما بناه الاولون لم أجد أنسب من افتتاح مقالي على شرف المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس تنفيذا لقمة سرت وبرعاية جامعة الدول العربية بفندق ريتز 26/27 إلا استعارة أبيات من قصيدة كتبتها قبل سنوات بعيدة الاستاذة شيخة احمد المحمود وزيرة الدولة ووزيرة التربية والتعليم الاسبق بعنوان "ابناء يعرب" قالت في مطلعها: ماذا جرى أبناء يعرب هل فقد الآباء لديكم معناه أين الشهامة والرجولة والشمم أين الكرامة أين وآمعتصماه صرخة من فتاة العرب انطلقت تطلب الغوث تنادي يا حماه صرخة من أقاصي الأرض جاءت فاذا القائد والجند رجالا وأباة في سبيل الحق ساروا نهضوا لاحت لي القصيدة لأن مفرداتها تتناسق تماما وما التف حوله المؤتمرون وكأني بـ "المحمود" تلقيها حية في حضرة الذين جاءوا من شتات الارض لنصرة المدينة المباركة ونسجت حروفها فثقبت بها جدار المستقبل الذي تعيشه القدس الآن حيث يتمدد الاستيطان "وتتفجر" الانتهاكات في سباق همجي غير مسبوق لتهويد بوابة السماء للارض معراج سيد البشرية المصطفى ولطمس معالمها العربية ولخلخلت ارثها وتراثها من جذوره بالحفر تحت قبة الصخرة لهدم المسجد الاقصى واظهار الهيكل المزعوم. • المؤتمر شهد حضورا لافتا للقادة السياسيين لعرب 48 ورجال دين من الديانات الثلاث، توزعوا في ورش عمل متخصصة لبناء خط دفاع قانوني وعلمي ولجنة لمنظمات المجتمع المدني حضرت غالبية مداولاتها، لانها تمثل النبض الانساني والدماء الحارة التي ستتدفق في شرايين الانفس للتحريض الايجابي وقد لفت نظري التقرير الدقيق الذي قدمه رئيس الجلسة د. وليم فندلي عن قدرة الاعلام الامريكي الفائقة لمخاطبة الوجدان العالمي بطمس حقائق الاشياء وتجييرها لصالح الخروقات الاسرائلية في مقابل ضعف الآلة الاعلامية العربية وقصور ادواتها. • ان الاقتراح الذي دفع به سمو الامير لاستصدار قرار مجلس الامن لتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الخروقات الاسرائيلية منذ احتلال عام 48 لتغيير معالم القدس ولإجبارها للتراجع عن تهويدها إن قبض عليه بالنواجذ وبالعزيمة التي لا تلين لآتى أكله كما ان مداخلة سموه حينما قال اجدادنا العظام هم من ذهبوا للقدس واوقدوا سراجها بالزيت تعقيبا على كلمة الرئيس الفلسطيني أبو مازن شكلت حوارات ثنائية وجماعية بين اروقة المؤتمر، فغير خفي انحياز قطر لنصرة الحق العربي والاسلامي ورعايتها للجنة الدائمة التي تقر المساعدات للمؤسسات المقدسية الصحية والتعليمية وعلى سبيل المثال "وقفية القدس" لبناء برج يتكون من 106 طوابق بالدوحة. • وإن كان الجهد الرسمي القطري التزاما مستداما فان قصيدة "ابناء يعرب" لسعادة المحمود تبقى انموذجا للحس الشعبي الانساني الذي ينداح هنا وهناك وهو اعتداد بعروبية القدس وتشبث محمود بسيرة الرسول الكريم، قالت ميمونة مولاة النبي "صلى الله عليه وسلم" يا نبي الله أفتنا في بيت المقدس قال: أرض المنشر والمحشر، ائتوه فصلوا فيه، فان صلاة فيه كألف صلاة فيما سواه قالت: أرأيت من لم يطق ان يتحمل اليه او ياتيه؟ قال: فليهد اليه زيتا يسرج فيه، فان من أهدى له كان كمن صلى فيه "ابو داود وابن ماجة واحمد" همسة: وسيبقى "الزيت القطري سراجا دائما للمقدسيين" طالما صب في مواعين انفكاك أسر اولى القبلتين.