14 سبتمبر 2025

تسجيل

محتوى لا مصداقية فيه ولا أخلاق

05 فبراير 2023

حينما يستخدم الواحد منا منصة من منصات وسائل التواصل الاجتماعي فإنه على الأقل يجب أن يحرص على ثلاثة معايير لا يحيد عنها وهي المصداقية ولا يجب أن يكون مثاليا وعقلانيا، ولا يجب أن يكون جديا متصلبا ومحافظا، ولا يجب أن يكون متحفظا أيضا، لكن ما بتنا نراه للأسف في هذه المسارح لا سيما في منصتي ( سناب شات والتيك توك ) أمر بات يجعلنا بالغثيان فعلا فالجنون بات سائدا والخروج عن المألوف بكثير من انعدام الأدب والتربية أصبح طريقا لكثير من المراهقين وحتى غير المراهقين ممن يرون أن الطريق المختصر لتكوين الشهرة التي تؤدي لكسب الكثير من المال هم في التنازل عن كثير من الأخلاق التي باتت في نظري تُشترى بالغالي كما يقولون والسبب يكمن في أن المراقبة التي يجب أن تكون مفروضة على هؤلاء الصغار معدومة وأذكر أن شقيقة إحدى صديقاتي كانت موجودة في أحد مطاعم الوجبات السريعة مع أطفالها ورأت إحدى المراهقات تسكب عبوة مشروب غازي من الحجم العائلي بصورة عشوائية وينسكب الفائض منه على الطاولة ثم على الأرض لأنها كانت تصور ( تيك توك ) وتلحق بالترند الفاشل هذا الذي ينم على قلة وعي وانعدام الرقابة والوازع الديني لمثل هؤلاء المراهقات بينما وقفت العاملة المرافقة لها مستنكرة دون أن تستطيع أن تفعل شيئا أو تنهرها أو حتى تنصحها فهذا السن من الصعب أن يتدخل أحد غريب في تصرفاته سوى الأب أو الأم ويبدو أن هذه المراهقة لم تكن لتستطيع أن تفعل هذا الفعل الشائن في البيت تحت أنظار أهلها ففعلته في المطعم وهي تعلم أن الخادمة لا يمكنها أن تمنعها أو تذكرها بأن هذه النعمة التي تسكبها على الأرض دون أي شعور بالمسؤولية هناك الملايين ممن لم يعرفوها ولم يعرفوا طبع هذا المشروب الغازي وربما لم يسمعوا به وسط احتياجاتهم الماسة للقمة طعام أو شربة ماء فكيف بهذه المراهقة غير المسؤولة تسكبه سكبا عشوائيا على الأرض ليأتي أحد الذين يعملون بالمطعم لمسحه في وقت هي تنتظر الدعم من اللايكات والمشاهدة والشهرة ودخولها الطريق المظلم لها وتعود للمنزل دون أي إحساس أو تأنيب ضمير بما فعلته !. الآن دعوني أتكلم عن الكبار من الراشدين الذين يمكن أن يكونوا قدوة أسوأ لهؤلاء المراهقين لا سيما النساء منهن ممن التحقن بعالم الموضة و( الفاشن ) والماكياج ومستحضرات العناية بالبشرة والكريما والماركات وتحث متابعيها على شراء هذا واقتناء ذاك والتلون والتلاعب بعقول الفتيات الصغيرات مما يصبح كل هذا بمثابة هوس وجنون بالنسبة لهن وربما يدفعن للتغير غير المحمود وأن المال سهل في أن تصبح مشهورة و ( فاشينستا ) وبعدها ينهمر عليها المال من حيث تعلم وما لا تعلم فهل فكرت إحدى هؤلاء من أشباه وأنصاف المشهورات ما يفعلنه بهؤلاء الصغيرات والمراهقات وإن طريقهن لا يمكن أن يكون محفوفا بالورود وعدم التنازل وقبول أي شيء لعرضه دون أي مصداقية أو ثقة بالمنتج فقط لكسب المال ؟! هل فكرت أي واحدة من هؤلاء سواء اللاتي لدينا في قطر أو خارجها إظهار ما يمكن أن يعانيه مشروع أي ( بلوقر أو فاشينستا ) حتى قبل أن يبدأ وبأي شكل وصل سواء المحترم منه أو غير المحترم للأسف ؟! فهذا العصر يبدو مخيفا وبات القابض على دينه كالقابض على الجمر فتخيلوا معي شعور وألم وعدم قدرة أي إنسان في هذا العالم على تحمل لسعة النار فكيف بالقابض عليه بين حنايا الكف ومتمسك به ؟! فاتقوا الله فيما تقدمونه من مناظر أصبحت مخلة وغير مسؤولة ولا رادع لها سوى فيمن يخاف الله فكم مشهورا ومشهورة يخاف الله فيما يقدمه أو حتى يخشى المساءلة القانونية التي أصبحت لا تستطيع اللحاق بالجميع ممن يسير وفق سياسة الانحطاط الأخلاقي والديني والمجتمعي من باب من أمن العقاب أساء الأدب !.