13 سبتمبر 2025

تسجيل

"ماكولين ضحى"

05 فبراير 2023

عزيزي القارئ هذا المقال سيكون خليطا بين الفصحى واللهجة العامية القطرية، فوجب التنبيه. هناك مثل او قول شعبي كنت دائما ما اسمعه عند "شيبانا"، وبصراحة وحتى وقت قريب "وبالأخص قبل التقاعد" لم "يطري" على بالي ان انتبه لمعناه او ان استشعر مغزاه او حتى لماذا استخدمه "شيبانا" في احاديثهم وسوالفهم، فلطالما كنت اعتقد ان ما يقصد به ربما السلب والنهب أيام الكر والفر في بيئة كان يأكل القوي فيها الضعيف وكانت لقمة العيش صعبة المنال، ولكننا الآن ونحن نعيش في مجتمع متحضر تحكمه القوانين والأنظمة والتشريعات، فليس هناك مجال لاستمرار استخدام هذا المثل او القول الشعبي لأنه ببساطة لا يمكن ان نؤكل في وضح النهار في ظل المراقبة والمساءلة المستمرة من قبل القائمين على تطبيق هذه الأنظمة والتشريعات. والسؤال هنا، لماذا ما زال استخدام هذا المثل او القول قائما بين بعض المواطنين ولا زلت اسمعه بكثره في المجالس والدواوين، فلذلك قررت ان أحاول تحليل الأمور العامة حولنا لنرى هل صحيح اننا " ماكولين ضحى " ام انها مجرد مبالغة وتهويل للأمور، والقصد من المثل آنف الذكر هو أن هناك من له اليد العليا على المواطن ويتمتع ببعض حقوقه وامتيازاته اكثر من المواطن نفسه جهارا نهارا او على نحو هذا السياق. فمثلا هل نحن بالفعل "ماكولين ضحى" عندما تأتي لتراجع في معاملة قضائية وتجد ان رقمك هو 130 وان شاشة العرض في قاعة الاستقبال تشير الى ان الموظف ينهي إجراءات صاحب الرقم 45 وتنظر حولك فتجد ان المتواجدين في قاعة الانتظار لا يتجاوز عددهم العشرين شخصا بينما ان هناك اكثر من 80 شخصا غير موجودين في الانتظار مما يجعلك تتساءل هل الـ 80 شخصا موجودون ولكنك لا تراهم ام ان هناك خللا في شاشة العرض، وعندما تسأل الموظف يقول لك ان عليك انتظار دورك وان الأرقام المعروضة على الشاشة صحيحة، فهل معنى هذا ان هناك من لديه مندوبون مخصصون لتخليص اكثر من معاملة في نفس الوقت فيأتي باكرا ويأخذ الأرقام ام ماذا؟ مجرد تساؤل، وإحقاقا للحق فإن هناك جهودا ملموسة ومشكورة للقائمين على المجلس الأعلى للقضاء بهذا الخصوص وباعتقادي انما هي ممارسات خاطئة لبعض الافراد الذين يعملون في المكاتب المتخصصة في التعامل مع مثل هذه الإجراءات، وأنني اكاد أجزم بأن هناك إجراءات يتم إعدادها لحل مثل هذه المشاكل. ومن ناحية أخرى هل نحن "ماكولين ضحى" عندما نرى ان ازمة المواعيد في العيادات الخارجية المتخصصة لا زالت تراوح مكانها حتى ان احدهم قال لي إنه يحتاج لأكثر من 3 أشهر ليحصل على موعد، بينما يجد البعض من غير المواطنين سبيلهم في اخذ مواعيد متقاربة بصورة غريبة، وبصراحة ليس لدي ادنى فكرة عن مصداقية قول ان هناك من يستطيع ان يقدم مواعيده من خلال معارفه في النظام الصحي فلذلك فإنني اتحفظ على تصديق او دحض هذه المعلومة، فربما نعم وربما لا. وهناك الكثير من الأمثلة التي لا مجال لذكرها بالتفصيل كارتفاع أسعار الأسماك الى ارقام فلكية وكذلك الخضراوات والفواكه والتي تجعل المواطن "يتحندى" ويقول " احنا ماكولين ضحى" لأن من يتحكم في أسعارها ومن يستفيد من أرباحها في المقام الأول هم تجار من غير المواطنين. وختاما أقول: ناقشت احد الاخوان الأعزاء في هذا الموضوع وقد سلط الضوء على نقطة مهمة وجديرة بالذكر، فأخي العزيز يرى أن السبب الرئيسي وراء هذا الشعور هو اختلال التركيبة السكانية حيث انه من الطبيعي عندما تحتكر جنسيات معينة مزاولة بعض المجالات المختلفة فإن هناك شعورا من المواطن بأنه قد أُكل ضحىً.