09 أكتوبر 2025

تسجيل

هل المشاعر معدية؟

05 فبراير 2020

نعلم جميعاً بأن الأمراض المعدية تنتقل بالهواء، أو بالملامسة، أو غيرها من الطرق التي تنتقل بها الجراثيم والفيروسات. فإذا كانت تلك حقيقة مسلّمة بالنسبة للأمراض الجسدية، فماذا عن المشاعر؟ هل تنتقل عدوى المشاعر من شخص لآخر؟ الإنسان بطبيعته يتأثر بمن حوله. فعندما تكون في موقف متوتر، وترى من حولك لا يكترثون بالأمر ويتصرفون بطبيعتهم، فإن ذلك يمدك بالشجاعة. وكذلك الأمر عندما تدخل لمكان وترى الجميع يتضاحكون ويتسامرون، فستجد نفسك لا إرادياً تبتسم وتشعر بالسعادة. أحد أصدقائي كان يقود السيارة في منطقة جبلية مع أسرته، وشعر بالخوف بسبب المنعطفات الحادة بمحاذاة الهاوية التي لا يفصله عنها سوى سلك صغير، ولكنه نجح في إخفاء شعوره هذا، وكان يتعمد أن يتحدث عن أمور هامشية لا علاقة لها بالطريق، مما بعث بالطمأنينة في جميع من كانوا معه، ولم يشعر الأطفال بأي خوف، وبذلك استطاع أن يوقف أي توتر أو خوف من الوصول لأسرته، والذي إن حدث، فذلك سيربكه كثيراً، وسيزيد من خوفه. إن فهمك لمشاعرك ومشاعر الآخرين، ومعرفتك بالطرق التي تستطيع بها توجيه مشاعر الآخرين، هو مايسمى بالذكاء العاطفي. لذلك تجد القادة يظهرون خلال الأزمات بكل ثبات وقوة، وتعابيرهم وقسمات وجوههم ونبرات أصواتهم لاتوحي أبداً بالخوف والفزع والتوتر، بل يظهرون بمظهر القوة والثبات؛ حتى يثبّتوا الآخرين ويدعموهم نفسياً ويزيلوا عنهم التخوفات، والتي في الكثير من الحالات تكون مبالغ بها. بل وتشير الدراسات إلى أن العدوى لا تكون للمشاعر فقط، وإنما حتى السلوك يكون معدياً، كالمجازفة، والعبوس، والسلوكيات الصحية، بل وحتى التكاسل والتثاؤب. من واجبك كقائد أن تنشر المشاعر والسلوكيات الإيجابية. وذلك لايتم إلا إذا كنت واعياً بمشاعرك وسلوكك، ومن ثم الوعي بمشاعر وسلوك الآخرين. Twitter: khalid606