23 سبتمبر 2025

تسجيل

الوجه الآخر للإنسانية

05 فبراير 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مآس بشرية مؤلمة شكلتها الحروب الطاحنة عبر سنوات طوال من الظلم الانساني الجائر واستنزاف الموارد وتمليكها وسوء استغلالها وندرتها، بالإضافة إلى الظواهر الطبيعية البيئية والجوية التي جعلت عوامل التعرية تطحن جسدها من جفاف وجوع ومرض وجهل لا يدركها إلا من يقترب منها ويتلمس آثارها عن قرب بمنظور شخصي تلك هي الإنسانية البائسة. ما تنقله الفضائيات عبر قنواتها من تلك المشاهد المؤلمة للإنسانية البائسة الفقيرة في دول العالم الإسلامي والعربي ما هي إلا واقع، لايدرك حقيقته ولا يتأثر به إلا من يتعايش معه، لذلك، فالمؤسسات والمنظمات الانسانية والخيرية الإقليمية والأممية لا يقف نبضها في إمداد يد العون والمساعدة لتلك الفئة الفقيرة من مبدأ الانسانية والتخفيف من معاناتها ولكن إلى متى؟!!! والفقر يكتسح العالم الاسلامي ويمتد في عروق أبنائه تاركا آهات لا تتوقف وعيون دامعة وقلوب مكسورة وأجساد هزيلة وأمراض خطيرة نحن مسؤولون عنها كافراد ومجتمعات ودول؟؟ وقد وصف رئيس جنوب أفريقيا،"مليكي" في مؤتمر الأرض "بجوهانسبرج " معضلة الفقر التي تزداد يوميا بالرغم من التقدم الذي أحرزته البشرية في شتى المجالات. وبالرغم مما تقدمه المنظمات والجمعيات والهيئات الإغاثية الاسلامية من إمدادات ومعونات قائلا: "العالم الاسلامي اليوم أصبح جزيرة أغنياء تحيط بها بحار الفقراء" نعم هي حقيقة لا تغيب عنا تنقل صورها الفضائيات بصفة يومية باختلاف أسبابها ودولها، وقد أدركت واقعها عن قرب بمنظور شخصي في زيارة إغاثية،لجمهورية جيبوتي منظمة من جمعية قطر الخيرية. استشعرت بالألم وأنا أرى جموع الفقراء في بعض قرى جمهورية جيبوتي الأفريقية الواقعة على شريط البحر الأحمر، ينتظرون دورهم بانتظام للاستفادة من الإمدادات التي ستقدم لهم من جمعية قطر الخيرية يدفعهم الجوع في تحمل حرارة الشمس وقساوة الأرض وجفافها، يحدوهم الأمل في الحصول على احتياجاتهم الغذائية الوقتية بعيون بارقة وشفاه مبتسمة.. كم كانت مناظر مؤلمة ينفطر لها القلب،ولكن!! هل ستحل الحملات الإغاثية المرهونة بفترة زمنية محددة معضلة الفقر في تلك القرى وأمثالها في العالم الاسلامي ونحن نرى أخطبوط الفقر يطوق أغلب دولها وبحسب تقرير نشر في أحد المواقع فان 37 % من المسلمين يعيشون تحت مستوى خط الفقر وتلك طامة كبرى.. ما تقوم به المنظمات والهيئات والجمعيات الاغاثية الخيرية والإنسانية هي احد الحلول المؤقتة لتخفيف جزء من معضلة الفقر في القرى والمدن الإسلامية ومنها جمعية قطر الخيرية التي قامت مؤخرا بافتتاح قرية دوحة الخيرالنموذجية في قرية "دمير جوك" بجمهورية جيبوتي الأفريقية بتمويل ومبادرة من رحماء قطر وتبرع من أهل الخير وتنفيذ جمعية الاغاثة الأفريقية — الرحمة العالمية — دولة الكويت — اللتين لهما الكثير من المشاريع والانجازات الاغاثية الانسانية في المجالات الصحية والسكنية والتعليمية والمهنية والوقفية في مختلف المناطق والمدن والقرى الفقيرة والمنكوبة في الدول الافريقية والآسيوية لخدمة الفقراء والأيتام من أبنائها، من مبدأ أن مكافحة الفقر مسؤولية إنسانية أخلاقية حثنا ديننا الاسلامي على مساعدة المحتاج بقوله تعالى: " وتعاونوا على البروالتقوى " وقوله " قل ما أنفقتم من خير فلوالدين والأقربين واليتامى والمساكين" ان الشيء الذي لابد أن يذكر أثناء الحملات الإغاثية الجهود المبذولة المتكاتفة في مواجهة الصعاب وتحدي العقبات خاصة في المناطق الصحراوية والجبلية الوعرة وتحمل قساوة مناخها، ومخاطر طرقها وما يكابده القائمون من معاناة للوصول الى الناطق الفقيرة المستفيدة، فالقائمون على هذه الحملات من رجال ونساء وفئات شبابية من الجنسين دفعهم حب العمل الخيري التطوعي الى النزوح الى الدول الفقيرة وتحمل ظروفها ووعورة أراضيها وقساوة مناخها يتسابقون برسم بسمة على شفاه الأطفال والكبار من خلال توزيع الإغاثات العينية بيد رحيمة حانية، تاركين خلفهم زخارف الحياة وزينتها للتعايش مع ظروف تلك الفئة الفقيرة، هذا مالمسناه أثناء الحملة الأغاثية في جيبوتي التي قامت بها جمعية قطر الخيرية والتي يشهد لها بالعطاء المستمر الشامل في الاغاثة الانسانية لمختلف الدول والمناطق الاسلامية والعربية تاركة بصمتها تنطق على صحراء ورمال الدول المتضررة والمنكوبة والفقيرة بأعمالها ومشاريعها وإنجازاتها المتواصلة من أبناء الخير في دولة الخير، وتلك هي التجارة الرابحة للدنيا والآخرة لا يندم من يخوض غمارها، ويكسب أجرها. Wamdaqatar@gmailcom‏