17 سبتمبر 2025

تسجيل

أسئلة حول الرواية القطرية "2"

05 فبراير 2017

رابعًا- أين الحاضر في رواياتكم؟ لماذا لا يتم الحديث عن الأحداث المعاصرة ومعالجتها روائيًا؟ فعلًا كان سؤالًا مفاجئًا من فتاة قطرية! لأن الأحداث المعاصرة تتطلب جرأة من نوع آخر، نظرًا للمعطيات الموجودة على الأرض وثقافة تحليلية لواقع الحال، أما التعامل مع الذكريات والماضي فأمره سهل، وقد لا يصطدم بالرقابة، أو الوضع السياسي والاجتماعي العام. ثم إن تناول قضايا أو أحداث حقيقية ومعاصرة قد ترتبط بأسماء شخصيات حقيقية، حتى وإن "غُلّفت" بالخيال أو التحايل اللغوي على الواقع، ولكن يسهل كشفها، وهذا "يورط" الكاتب ويُدخله في دهاليز لا يحبذ الولوج إليها. ولأن اتجاه الرواية القطرية العام يحاذي تجارب فردية – في الأغلب – فقد غاب التوظيف السياسي والاقتصادي وحتى الفلسفي في أغلب تلك الروايات. خامسًا- ما هو دَور دُور النشر في دعم الرواية القطرية؟ وهذا من المواضيع الشائكة، والتي تؤثر سلبًا على رصانة وشكل إخراج الرواية القطرية. طبعًا لا توجد لدينا دُور نشر فاعلة، وإن وجدت بعض مؤسسات التوزيع، كما بعض دور النشر لها اشتراطات ومحددات ولكأنها تقتل العمل الإبداعي، وتكون "انتقائية" جدًا جدًا، ويركز بعضها على الإنتاج الأجنبي ولا تشجع القطريين أبدًا؟! لذا اتجه معظم المبدعين إلى الخارج وتجشموا عناء الطباعة واشتراطات دور النشر التي تكون قاسية في بعض الأوقات، بحيث ترهق المبدع وتجعله يفكر ألف مرة قبل أن يحاول طباعة إنتاج جديد، خصوصًا إن كان مبتدئًا، أما "الأثرياء" ممن يكتبون، فيطبعون كتبهم على حسابهم الخاص، ولكن يغيب عن تلك الكتب المعايير الفنية والإخراجية. فبعض الكتاب لا يعرفون شكل الورق، ولا حجم قطع الورق، ولا الإخراج المناسب للكتاب، لذا تخرج بعض الكتب في غير شكلها الطبيعي المفترض. كما يغيب الإنتاج القطري – في حالة طباعته في الخارج – عن السوق المحلي، لعدم وجود وكيل موزع للناشر في قطر، مع التقدير بأن الناشر العربي يأخذ الكتاب إلى المعارض العربية، وهذا يساهم في نشر الإنتاج القطري على المستوى العربي، ولن أتحدث هنا عن الحقوق المادية للمبدع! وأتمنى وجود دار نشر قوية ومنصفة تتولى طباعة وتوزيع الإبداعات القطرية بشكل منتظم ومدروس. سادسًا- هل يمكن الحديث عن مشهد روائي قطري اليوم؟ في حقيقة الأمر – كما سبق – فإن التجربة ما زالت جديدة، ولنا الأمل أن يتناول النقاد العرب ما نشر من روايات قطرية، وكان تواجد بعضهم في احتفالية كتارا بالرواية العربية قبل فترة في الدوحة، فرصة لأن يقتنوا بعض الرويات القطرية، لأنها لا تصل إليهم، كما أخبرني بذلك أحد النقاد العرب! ومثل الروايات في دول الخليج العربي، فإن الرواية القطرية لامست الهموم الإنسانية، وتنقلت فيما بين التحول المجتمعي والخفايا الذاتية للمؤلف، لذا نجد المؤلف متواريًا بين السطور، ولكأنه يكتب عن ذاتيته التي لا يريد البوح بها، كما أن بعض الروايات اقترب من الهموم العامة مثل الإدارة، التوظيف، الخيانة، السفر، الطلاق، الدراسة في الخارج، الجريمة، استشراف المستقبل، السيرة الروائية، وغيرها من الموضوعات التي يمكن أن تشكل بعضًا من زوايا المشهد الروائي، ولكن تلك الزوايا ما زالت غير مكتملة للأسباب الموضحة. قضايا الرواية القطرية مثيرة وجديدة وحقًا علينا مناقشتها بشكل علمي وصريح، لأننا عبر هذا النقاش سوف نوصل تلك الرواية إلى ما نأمله من فوز في جوائز الرواية العربية!