"هلال محمد".. في ذمة الله

اقتضت سنّة الله الكونيّة أنه لا دائم في الحياة الدّنيا إلاّ وجه الله الكريم: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (الرحمن:26 — 27).فجعنا وفجعت الاسرة الفنية في قطر وباقي دول الخليج العربية بالامس لوفاة الفنان القطري الكبير هلال محمد هلال الذي وافته المنية وهو مستجم في عزبته بـ "الشحانية" اذ شب حريق هائل وهو بداخلها وكان وصف الذين حضروا ان الحريق كان هائلا وسريعا التهم كل محتويات العزبة بمن فيها الفقيد العزيز الذي كتب الله ان تكون منيته في هذا الحادث المؤسف حرقا بالنار وهو ما نحتسبه عند الله من الشهداء ان شاء الله.هلال محمد هلال من مواليد 1948م من مؤسسي المسرح القطري عام 1972، يعد من أبرز الفنانين في دول الخليج، ويعتبر واحدا من الرواد الاوئل في مجال المسرح والإذاعة والتلفزيون في دولة قطر، شارك في العديد من ألاعمال التلفزيونية والمسرحية والإذاعية في قطر وغيرها من دول الخليج العربي، من أبرز مسلسلاته التي قدمها خلال مسيرة الفنية "فايز التوش"، "التائهة"، "عيال الذيب"، "حكم البشر"، "بعد الشتات"، "عندما تغني الزهور"، "ظل الياسمين"، والمسلسل البدوي "السيف" عام 1977 وبالاضافة إلى العديد من المسرحيات أهمها "طماشة"، "هوبيل يالمال"، "دوحة تشريف"، "عنتر وأبله"، "بودرياه"، "هوامير الاسهم"، كان من المكرمين ضمن المسرحيين في مهرجان الكويت المسرحي العاشر.حقا فقدنا صديقا عزيزا رائعا في خلقه وخليقته فعندما يصيب الموت شخصاً عزيزاً، فإنه يُحْدِثَ ألماً وحزناً لفراقه، والموت حق فواجبنا أنّ نتذكّر هذا المصير الذي سيتجرّع الناس مرارته.عرفت الفنان العزيز هلال محمد منذ زمن، وكان يحمل صفات الرجل الكبير، كان صادقاً في محبته وألفته، عفّ اللسان ولا يرمي بهمومه على الآخرين، بل هو مع طموحه راض بما قسم الله له. فعرفت فيه الوضوح ودماثة الخلق، وتقارب الرؤى،كان واضحاً في حديثه، مؤدباً في عرضه للأمور.ستظل صدمة الخبر المفجع راسخة لا تفارق احاسيسنا، لكنّ الإنسان لا يملك إلاّ التوجّع والدعاء، "رحمك الله يا صديقنا الكبير واسكنك فسيح جنانه"، فالموت كما يقول العلماء عاقبة كل حي، وختام كل شيء، ونهاية كل موجود — سوى الرب المعبود — فالكل سيموت، إلا رب العزَّة والجبروت، نرجو من الله له الفوز بجنة عرضها السّماوات والأرض، أعدّتْ للمتّقين، وأن يجعل في عقبه وذرّيته خير خلف لخير سلف... والحمد لله رب العالمين. وسلامتكم