30 سبتمبر 2025

تسجيل

علموهم فن الكلام

05 فبراير 2013

اشعر بالفخر للمشاركات الناجحة التى تحققها مناظرات قطر التى تميزت بها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وانتجت منها جيلا يعرف فن التحدث مع الاخرين ويعرف مفاتيح الموضوعات التى يتصدى للتنافس عليها فى كل المناظرات بعد ان تجاوزت محيطها المحلى لتواجه منافسات عالمية يتصدر ابناء قطر فيها مراكز متقدمة على اقرانهم من المشاركين من دول عريقة فى فن التحدث والمناظرات وهذا ما يثلج صدورنا لاننا كنا نفتقد الى مثل هؤلاء الذين يمتلكون ناصية الكلام بعد ان عششت فينا تلك النصائح الذهبية التى تميل الى تفضيل الصمت على الكلام من منطلق الرأى الشائع /اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب/ وهذا ما كان يردده معلمونا الاوائل الذين كانوا يفضلون السكوت على الكلام وهو ما ثبت خطأه فى عصرنا الاني. بعض الواعين لاهمية الحوار والنقاش يميلون الى الكلام بل ويسرفون به لحد اعتباره متعة ورغبة.. وموضوعنا الذى نتاوله اليوم عن فن الكلام واهتمامى بجدية تعليم جيلنا كيفية ولوج الدهاليز الوعرة فى الحوار لاننا فعلا نريد ان ننتج جيلا يعرف كيف يتكلم وكيف يدافع عن وجهة نظره ويعرف كيف يقنع الاخرين بفكرته وهذا ليس بالامر السهل فمعظم الكلام الغالى يوزن بالذهب اما سطحية الكلام فننفر منه ولا يوزن بالتراب. انتشرت ظاهرة /البلاك بيري/ وال /آى فون/ وغيرها من وسائل التواصل الحديثة فقضت على نعمة الكلام وعطلت اللسان عن الحركة فاصبح التفكير يعبر عنه عبر الاصابع التى تلعب على تلك الاجهزة الصغيرة ونراها لا تفارق ابناءنا الان سواء فى الاماكن العامة وخلال ركوب السيارة وحتى فى المجالس التى اختفت منها المجموعة المتميزة من /الشلة/ الذين يجيدون فن التحدث والثرثرة وفن الكلام واصبح الجيل الجديد يميل الى التقوقع الانفرادى يعيشون عالمهم لا احد يجرؤ على مقاطعة الاخر ولا ينبسون ببنت شفة. فى عهد الصحابة وفى مجالس العرب عندما يسحرهم احد بكلماته او يهزهم ببلاغته يستشهدون بحديث رسولهم الكريم بقوله //ان من البيان لسحرا// وهل ابلغ من معلم البشرية رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام قولا فسحر الكلمة من الظواهر التى لفتت شتى الشعوب ولطالما اشاد به المفكرون والادباء ولكن للكلام ايضا ضوابط وحكماء العرب كانوا يحذرون من الاطالة فى الكلام ويقولون /خير الكلام ما قل ودل/. نطلق هذه الدعوة ونحن واثقون ان القائمين على التعليم يهمهم ان ينتجوا جيلا متحدثا.. متكلما.. ناطقا.. متفوها.. مدعما بالعلم والثقافة ومقارعة الحجة بالحجة بالمواجهة بالكلام وليس بالاجهزة الالكترونية التى كادت ان تفقدنا /فن الكلام/ الذى اشتق معناه من الكلم وهو الجرح فلا نريد ان نجرح انفسنا بل نجرح من يواجهنا بالكلمة والحوار المباشر وجها لوجه. وسلامتكم