17 سبتمبر 2025

تسجيل

اللعب باسم نصف دولة

05 فبراير 2013

مع دخول كأس أمم إفريقيا بنسختها التاسعة والعشرين المقامة في هذه الأيام بجنوب إفريقيا منعطفها قبل الأخير المتمثل بالدور نصف النهائي الذي سيلعب غدا الأربعاء ما بين مالي ونيجيريا من جهة وغانا وبوركينا فاسو من جهة أخرى، سنقف عند المنتخب المالي بكونه أكثر المنتخبات التي تلعب تحت الضغوط بسبب الحرب الدائرة في البلاد وانقسام البلد ما بين الشمال والجنوب والتي أدت إلى دخول القوات الفرنسية مع الجيش المالي لمحاربة الجماعات المسلحة في شمال البلاد. فمالي التي تعتبر دولة مجاورة للمغرب العربي، تعتبر إحدى الدول المتطورة على الصعيد الكروي حينما تأسس اتحادها الكروي عام 1960 لتنضم إلى الفيفا عام 1962 وبعدها بسنة واحدة إلى الاتحاد القاري. مالي تلك الدولة الصحراوية ذات الموارد الشحيحة، استطاعت طوال العقود الماضية إنجاب العديد من اللاعبين المميزين الذين تألقوا ليس فقط في الأرض المالية بل حتى في القارة الأوروبية، حيث يبرز نجم مالي في عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي سليف كيتا الذي يعتبر واحدا من أفضل اللاعبين الأفارقة عندما نال الكرة الذهبية لأفضل لاعب في القارة عام 1970 وتحصل على الحذاء الفضي لثاني أفضل لاعب في أوروبا عام 1972 بعدما تألق في الملاعب الأوروبية ولعب في العديد من الأندية منها، إن كانت في فرنسا، إسبانيا والبرتغال، وهو كان من ضمن كتيبة " نسور مالي " التي أنهت كوصيفة لإفريقيا عام 1972 في الكاميرون بالخسارة أمام الكونغو برازافيل في النهائي. هناك أيضا لاعب مالي آخر رسم التاريخ الكروي لبلاده وهو فريدريك كانوتي الحاصل على الكرة الذهبية الإفريقية عام 2007 وأكثر اللاعبين تسجيلا لمنتخب بلاده بـ 23 هدفا، بالإضافة إلى توهجه في القارة العجوز وبروزه بشكل كبير في نادي إشبيلية الإسباني ليعتبر بمثابة أفضل لاعب أجنبي بتاريج النادي الإسباني منذ نشأته. على الصعيد الإفريقي، تشارك مالي في البطولة الإفريقية للمرة الثامنة وكان أبرز إنجازاتها هو الإنهاء وصيفا للبطل عام 1972 وتحقيق الميدالية البرونزية مرة واحدة في البطولة الماضية عام 2012 والمركز الرابع ثلاث مرات.يطمح الفريق الحالي بقيادة الفرنسي باتريس كاتيرون إلى تكرار إنجاز 1972 بل ما هو أكبر منه في ظل قيادة نجم برشلونة الإسباني الأسبق سيدو كيتا معززا بلاعبين شبان بهدف رسم بسمة على وجوه الشعب المالي وسط ظروف استثنائية يعيشونها واللعب باسم نصف دولة تقسمها الحرب ما بين طرفين متنازعين.