11 سبتمبر 2025

تسجيل

ستبقـــــى فلسطيــــــــن قضيتنـــــــــــا

05 يناير 2023

بات يقينا لديَّ أنه مهما انشغلنا بقضايانا العربية واستجدت أخرى فإن قضية فلسطين هي القضية الأزلية الثابتة لدينا فمن المحزن جدا أننا في الوقت الذي كنا نستبشر خيرا بأن تبدأ سنة 2023 بأمور تجبر خواطرنا العربية المكسورة فإننا لا نكاد نهدأ من أحداث السنة الماضية حتى يفاجئنا العام الجديد بما يعيدنا لعقود طويلة سابقة مضت لربما نحن وأجيالنا الحاضرة لم نكن فيها ولكن كان لآبائنا وأجدادنا وجود وحاضر فيها وهي المحاولات الإسرائيلية المتكررة والمتعمدة لاستباحة المسجد الأقصى المبارك وباحته وساحته وردهته ومصلاه ومئذنته وبالأمس وعلى مر السنوات القليلة الماضية تقوم إسرائيل بنفس فعلتها الدنيئة هذه ولنرى نتنياهو الذي لم تمر أيام قليلة على تشكيل حكومته إلا ويقوم وزير الأمن القومي فيها إيتمار بن غفير باستفزاز عظيم للفلسطينيين والعرب والمسلمين وهو يقتحم المسجد تحت حماية عدد كبير من قوات الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك سافر للقانون الدولي والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة مما يدل على أن نتنياهو لم يفكر يوما بالسلام ولا بالتهدئة والدليل أنه في كل مرة يتعمد تشكيل حكومة أشد تطرفا من سابقتها لتأتي هذه الحكومة اليمينية وتوصف بأنها الأكثر تطرفا في تاريخ الحكومات لإسرائيل حتى في اعتراف الإعلام الإسرائيلي نفسه الذي لا ينتقد هذا بل على العكس تماما فإن اختيارات نتنياهو أعضاء وشخصيات توافق فكره الذي يتجه لتصعيب الأمر على العالم الدولي الذي يقف هو الآخر موقف المستسلم تماما ليس من الآن فقط وإنما منذ أن أصدر أول قراراته بحق هذا الكيان لتنفيذه وألقاه الإسرائيليون في مكب القمامة غير آبه به ولا بالجهة الصادرة له ولذا فأنا أرى أن إسرائيل قد اعتادت تهميش أي قرارات دولية ما لم تكن في صالحها لأنها لا تعترف بهذه المنظمات التي تصدر ما يمكن أن تعتبره تل أبيب مخالفا لسياستها الاستيطانية وحقها في فلسطين كما لو كانت بلادها الأساسية وليست من قامت باحتلالها منذ أكثر من سبعين عاما دون وجه حق بمساعدة ووساطة دول كانت هي الأخرى تكاد تضيق بالإسرائيليين فرمتهم لحاضنة الأمة العربية فاستوطنوا قلب هذه الأمة وهي فلسطين والقدس الشريف واليوم نجني نحن العرب ثمن هذا الضعف الذي تسلل إلى قلوبنا ثم عشعش فيها حتى أصابنا شعور كبير بالتبلد مما يجري في كل مرة لمقدساتنا الإسلامية في القدس وآخرها ما قام به وزير الأمن القومي الذي أقبل على ساحة المسجد مختالا يسبقه غروره وقواته ويدنس الحرم القدسي غير مهتم بما يمكن أن يعكس هذا الفعل على ملايين المسلمين في العالم. ولكن لم تفعل إسرائيل هذا رغم أنها تعلم أنها يمكن أن تلقى استنكارات وتنديدات عربية حكومية وشعبية عربية وإسلامية من جميع أصقاع العالم؟! ربما لأنها تعلم وترى أننا نقول ما لا نفعل ونفعل ما يمكن أن يتوافق مع مصالحنا وأن كل هذه التنديدات هي صورية لا فاعلية فيها لكن وفي استدراك حقيقي فإسرائيل تغتاظ حقيقة من بعض المواقف العربية التي يمكن أنها تنحصر في التنديد ولكنها تعلنه في كل محفل دولي وهذا ما جاء على لسان المتحدث العسكري الإسرائيلي إيدي كوهين الذي خص بعض العرب لا سيما دول (قطر والجزائر والكويت) بأنها العدو الحقيقي لإسرائيل وبالفعل فالدوحة أدانت عملية الاقتحام بأشد العبارات وحذّرت من السياسة التصعيدية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مؤكدة أن محاولات المساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى ليست اعتداء على الفلسطينيين فحسب بل على ملايين المسلمين حول العالم وهذه الإدانة لن تكتفي قطر بإعلانها رسميا كموقف رسمي لها بل إنها سوف تنقلها إلى كل محفل تضاعف بعدها الموقف الإسرائيلي غير المرحب بالمواقف القطرية التي تعبر في كل مرة عن موقف كل عربي ومسلم من هذه الاعتداءات على مقدساتنا العربية والإسلامية.