10 سبتمبر 2025

تسجيل

بها ترتقي الأمم

05 يناير 2023

التمازج الثقافي بين الحضارات العريقة منذ مئات السنين تأثرت بشكل لا يُنسى خاصة بواسطة اللغة، ولأن اللغة العربية كانت لغة العصر حينها وحتى اللحظة الراهنة ساهمت بشكل فعال في تقريب الشعوب والحضارات من بعضها البعض حتى باتت يدا واحدة مكملة لبعضها بل وداعمة. الهوية العربية لها مكانتها في خريطة العالم ولها صيتها في دول الغرب حتى أصبحوا يُقبلون على دولنا العربية للتعرف على ثقافات آبائنا وأجدادنا رحمهم الله، وما يزيد إعجابهم بهذه الثقافة العريقة هو تاريخها المحفور في صفحات القرون والأعوام. في البداية استشعرنا التأثير الواضح بل والعميق للثقافة الغربية على العرب في شتى المجالات، لكن ما يدعو للفخر في الآونة الأخيرة وما أدى إلى تجاهل التأثير السابق هو تأثر الغرب بالثقافة العربية بل ورغبتهم الجامحة في تجربة كل ما يتعلق بالفرد العربي خاصة الرداء العربي. أصبح الغالبية أكثر إدراكاً بعد ملاحظة تأثر الغرب بالهوية العربية إلى أهمية تفعيل اللغة العربية من جديد وعدم التجرد من اللغة الأقوى على مدى العصور حتى اليوم، وهو السلوك الذي أسعد محبي هذه اللغة من الأدباء والشعراء والصحفيين العرب. من جانبي كفرد عربي، تزاحمت حياتي العلمية باللغة الإنجليزية، ولكن كان دور والدي الراحل رحمه الله ألا يجعلني أفارق هذه اللغة من خلال اقتناء الكتب العربية وإن كانت مترجمة من بعض اللغات الأخرى. فارقني هو ولم تفارقني عادته التي زرعها فيَّ منذ الصغر بل وتمسكت بها أكثر لمعرفتي بقيمه ومبادئه ذات التأثير الواضح عليه حباً وطمعاً مني بأن أصبح ولو شخصية مصغرة من شخصيته. والدي الحبيب أهديك ثمرة جهودك التي زرعتها بي منذ اللحظة الأولى التي حملتني بها إلى اليوم، دمت في نعيم ربي حتى نلتقي.