15 سبتمبر 2025

تسجيل

مقـــــالٌ انتهــــى بمـا بـــدأ فيــه !

05 يناير 2022

لا تشتم ثم تسأل أين حرية الرأي ؟! لا تسب ثم تقول هذه حرية تعبير ! لا تقذف ثم تعلق هذه حرية يكفلها الدستور ! لا تعمم بجهل ثم تقول هذا صوت الحق ! لا يا هذا !، حرية الرأي هي أن تقول ما تريد بأسلوب لا يصل إلى حد الشتيمة المباشرة، وحرية التعبير هي أن تنتقد وبيدك اليمنى خرسانة بناء وليس معول هدم في اليسرى !، الحرية التي يكفلها الدستور هي أن تعدد النواقص وتلحقها بالزيادات التي يمكن أن تكملها، الرأي السديد هو أن تخص جهة أو فردا بعينه ولا تعمم، لأن التعميم في الغالب صفة الجهلاء !، وإن أردت أن يكون نقدك بناء يسهم في بناء المجتمع كما تدعو وتسوغ لرأيك فلا يجب أن يكون الصوت عاليا بفرض رأيك لأن صوت الحق حين يعلو فهو يعلو بقوة الحجة وثبات المبدأ وليس بالصراخ الفارغ منهما، كما لا يجب لأن أكون مواطنا صالحا ويشار لي بالبنان وابني قاعدة جماهير عريضة أن أجد من أمر عارض لا يؤثر قضية على (تويتر) فأزيدها ملحا وبهارات حراقة لتصبح (ترند) فأضع نفسي في خانة البطل الذي أثار قضية ثم تعرض بعدها لبعض الانتقادات في طريقة طرحه لها على أنها محاولات لإسكاته ويعيش صاحبنا الموهوم هذا الدور على حساب مجتمع بأكمله أساء له هذا (البطل) المغمور بتعمد أو حتى من غير تعمد، لكنه في النهاية يعد مسيئا ومجحفا بحق هذا المجتمع !. متى نتعلم أن نكون منصفين أولا ؟! لأن الإنصاف سوف يجعلنا نختار الأسلوب الذي ننتقد به والكلمات التي نعبر بها ورتم الصوت الذي يجب أن نخرج به وقبل هذا وذاك المصداقية التي يجب أن نتحلى بها وتكون مصاحبة للظاهرة أو الموقف الذي يجب أن يكون محل انتقاد في تغريدات سوف يقرأها متابعون لك وغير متابعين وسوف تنتشر بناء على قوة (الصدق والإنصاف) فيها لا الكذب والظلم فمثل هذه سوف تومض للحظات ثم تتلاشى فيعد صاحبها أفاكا كذابا !، ولعل معظمنا راقب اللغط الذي جرى بالأمس بين مؤيد لانتقاد أحد المواطنين لعمل مجلس الشورى المنتخب من قبل الشعب وبين منتقد له على أسلوبه وتعميمه الأعمى الذي وضع المجلس بكافة أعضائه ودوره وعمله في خانة المقصرين رغم أنه يعلم ونحن نعلم والمجتمع يعلم بأن المجلس حديث عهد بتولي قضايا المواطنين والظواهر الشائعة فيه ولا يمكن تلقائيا أن يتعرض لانتقادات صريحة وهو الذي لم يتول حتى الآن ما يمكنه أن يبت فيه ويوصي به للجان تنفيذية وصاحبة قرار لأجله، فاللغط الذي دار هو التعجب الذي سيطر على بعض المغردين في أن يواجه هذا المواطن شكوى ضده وهذا التعجب لم يتوقف رغم أن التسجيل الصوتي المنتشر لهذا المواطن هداه الله يجرمه في المقام الأول ولا يبرئه في نظري، فهو عمم صفة غير مستحسنة وغير لائق ذكرها لجميع أعضاء المجلس الموقر الذي تم انتخابه من قبل الشعب في عرس ديمقراطي يوم الثاني من أكتوبر من العام الفائت تمت الإشادة به من داخل وخارج قطر وليس من المفترض تحت أي سبب أن يقال فيه أو في أعضائه والذين تم انتخابهم بناء على الثقة التي وُضعت لهم من قبل الناخبين أي تهمة بأي شكل من الأشكال ولا نقبل من الأساس أن يحاول أحدهم امتهان المجلس برئيسه وأعضائه بذاك الأسلوب الذي رآه صاحبه والمؤيدون له على أنه حرية رأي وتعبير ورآه المعارضون على أنه حق أُسيء استخدامه، ولذا أختتم مقالي بما بدأت به وهو لا تشتم ثم تسأل أين حرية الرأي ؟! ولا تسب ثم تقول هذه حرية تعبير ! ولا تقذف ثم تعلق هذه حرية يكفلها الدستور ! وأخيرا لا تعمم بجهل ثم تقول هذا صوت الحق !. [email protected] ‏@ebtesam777