23 سبتمبر 2025

تسجيل

الانفتاح السياحي.. والذوق العام

05 يناير 2020

التنمية السياحية التي تشهدها الدولة لفتت الأنظار، واستقطبت الكثير من السياح من مختلف دول العالم باختلاف الجنسيات والثقافات والمذاهب والأفكار وغيرها. وساعد على ذلك التسهيلات الإجرائية، التي تمنحها الدولة للسياح والزائرين منها التأشيرة المجانية، التي تمنح عند الدخول وإلغاء التأشيرة عن مواطني 80 دولة، بالإضافة إلى الحملة الترويجية العالمية التي أطلقها المجلس الوطني للسياحة تحت شعار "قطر أصالة التجربة" الهادفة إلى تعزيز مكانة قطر كوجهة سياحية جاذبة، في كتارا ومنطقة مشيرب واللؤلؤة وسوق واقف وسوق الوكرة وجزيرة البنانا والمتاحف وغيرها، جميعها تؤكد ارتفاع نسبة السياح المتوافدين على المجتمع والتي بلغت كما ذكر حوالي ٢٤.٧٪ خلال السبعة أشهر الأولى من هذا العام، عبر أسطول الطائرات القطرية وما تقدمه من تسهيلات، وعبر السفن السياحية المستمرة، كما أن الأنشطة والفعاليات المختلفة التي تقام معها عامل مساعد على الجذب، ولا شك أن هذا الازدياد السياحي ساعد على النمو والتنوع الاقتصادي، كما هو الاستثمار في تعزيز البنية التحتية السياحية من خلال إقامة المشاريع التي تخدم السياح كإنشاء الفنادق على أعلى المستويات العالمية وتطور الملاحة الجوية والبحرية، والمنشآت الرياضية، التي تهدف منها الدولة لتحقيق رؤيتها المستقبلية. جميل ما وصلت اليه قطر من نمو وتطور سياحي يشعرنا كمواطنين بالفخر والاعتزاز، كما يشعرنا بمدى حرص الدولة وجهودها على تهيئة جو سياحي متكامل بكل الخدمات والمرفقات لتعزيز أهمية الانتماء وأهمية الاستقرار حين تكون الوجهة الوطنية وخاصة في العطل والإجازات الرسمية هدف المواطن ومطلبه بالاستمتاع بزيارة تلك المشاريع والاطلاع على جماليات مبانيها المتطورة الممزوجة بجماليات الموروث، كما هي الاستمتاع بشواطئها الهادئة بنسمات هوائية منعشة، يعززها جميعا الفعاليات والأنشطة المتنوعة من عرض ثقافات وموروثات شعوب العالم. الى جانب عرض الثقافة والموروث القطري. ولكن يبقى السؤال المهم الذي يتداوله أغلب المواطنين والمغردين بالاستنكار والاستفسار: أليس للذوق العام نصيب من السياحة؟! أليس من واجبنا مع التدفق البشري السياحي بكل سلبياته وإيجابياته أن نضع عاداتنا وقيمنا المجتمعية والدينية في إطار الاحترام والتفعيل؟! أليس هناك منظار دقيق للجهات المسؤولة من المجلس الوطني للسياحة المخولة بالتفعيل والإشراف والمتابعة لمتابعة ما يحدث؟! أم إن السياحة مجرد استعراضات لسلوكيات وحركات وأزياء خارجة عن الذوق والأخلاق، وترك الحبل على القارب لممارسة الشعوب عاداتهم وفنونهم دون استحياء ودون رقابة، نؤمن أن لكل شعب عاداته وتقاليده ولكن! ليس معنى ذلك استعراض كل غث وسمين من ثقافات الشعوب وفكرها وفنها وتقبّله على أرض المجتمع بكل أريحية دون أن يكون هناك رادع للمنع وقوانين للضبط، وأعتقد لم يغب عن المسؤولين كيفية تعامل السياح الأجانب مع شواطئنا وأمام مرأى العوام من المواطنين والجنسيات الأخرى واستنكارهم واستفزازهم ونفورهم من رؤية أجساد ممتدة على طول الشاطئ، دون احترام الذوق العام، واحترام قيم وأخلاقيات المجتمع مثل شاطئ كتارا حين استخدم لممارسة الرياضة النسوية بملابس تخدش الحياء، ضمن دورة الألعاب العالمية الشاطئية والتي أثارت الاستنكار، كل هذه الفعاليات التي تدخل ضمن البوتقة السياحية والرياضية والفنية لابد أن توضع تحت المجهر الرقابي والضبط القانوني، وأن تفعّل الجهات المختصة في المجلس الوطني للسياحة دورها ومسؤوليتها حيث طفح الكيل وامتد التمادي في ممارسة السلوكيات المنحرفة والمنكرات، ونامت العيون الرقابية عن رؤيتها، فكثر الاستنكار والاستهجان والنفور، ويبقى السؤال المتداول أين الجهات المسؤولة؟! نحن مجتمع لنا قيمنا ومبادئنا وثوابتنا يجب احترامها وجعل تطبيقها من أولويات السياحة وأولويات أجندة المسؤولين. فاحترام الذوق العام مطلب مجتمعي، واحترام القيم والأخلاق مطلب ديني، ولنتذكر قوله تعالى: "أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ". Wamda.qatar@gmail. Com